في ضربة استباقية تعكس يقظة الأجهزة الأمنية السعودية، نجحت هيئة الزكاة والضريبة والجمارك في إحباط محاولة كبرى لتهريب ما يقارب 47 كيلوغراماً من مادة الكوكايين المخدرة، كانت مخبأة بطريقة مبتكرة داخل جهاز تبريد شحنة دجاج مجمد. العملية النوعية التي جرت في ميناء جدة الإسلامي تكشف عن تطور مستمر في أساليب الرقابة الجمركية وقدرتها على مواكبة طرق التهريب المتجددة.
تفاصيل العملية الأمنية
تمكنت الفرق المتخصصة في هيئة الزكاة والضريبة والجمارك من رصد شحنة مشبوهة عبارة عن دجاج مجمد واردة إلى المملكة عبر ميناء جدة الإسلامي. وخلال الإجراءات الجمركية الاعتيادية، أظهرت التقنيات الأمنية المتطورة وجود أجسام غريبة داخل جهاز التبريد المصاحب للشحنة، مما دفع الفريق الأمني للتدقيق والفحص اليدوي.
وعند فحص وحدة التبريد بدقة، عثر رجال الجمارك على 46.8 كيلوغراماً من مادة الكوكايين المخدرة، كانت مخبأة بطريقة احترافية داخل أجزاء الجهاز، في محاولة لتضليل أنظمة الفحص والكشف.
منظومة مكافحة التهريب السعودية
كيف استطاعت المملكة تطوير قدراتها في مكافحة تهريب المخدرات خلال السنوات الأخيرة؟ تشير العمليات النوعية المتتالية إلى وجود استراتيجية متكاملة تعتمد على ثلاثة محاور رئيسية: التقنية المتطورة، والكوادر البشرية المدربة، والتنسيق الدولي.
وبحسب بيانات رسمية، أسهمت التقنيات الحديثة المستخدمة في المنافذ الجمركية بالمملكة في رفع معدل اكتشاف عمليات التهريب بنسبة تتجاوز 30% خلال العام الماضي مقارنة بالفترة نفسها من العام الذي سبقه، مما يعكس كفاءة المنظومة الأمنية السعودية.
المشاركة المجتمعية في مكافحة التهريب
أكدت هيئة الزكاة والضريبة والجمارك على أهمية دور المواطنين والمقيمين في دعم جهود مكافحة التهريب، من خلال الإبلاغ عن أي أنشطة مشبوهة عبر القنوات الرسمية المخصصة. وتوفر الهيئة عدة وسائل للتواصل تشمل الرقم المحلي (1910)، والرقم الدولي (009661910)، بالإضافة إلى البريد الإلكتروني (1910@zatca.gov.sa).
وتضمن الهيئة السرية التامة للمبلغين، مع تقديم مكافآت مالية في حال صحة المعلومات المقدمة، مما يشجع على المشاركة الفعالة في حماية المجتمع من آفة المخدرات وتداعياتها الصحية والاقتصادية والاجتماعية.
تُظهر هذه العملية النوعية مدى التطور الذي وصلت إليه منظومة مكافحة التهريب في المملكة، والتي تُعد جزءاً أساسياً من استراتيجية الأمن الوطني الشامل. وفي الوقت الذي تتزايد فيه محاولات التهريب وتتنوع أساليبها، تستمر الجهات المختصة في تطوير قدراتها وتعزيز تعاونها المحلي والدولي للتصدي لهذه الظاهرة.