سجلت المملكة العربية السعودية إنجازاً عالمياً جديداً يعكس تفوقها في مجال التحول الرقمي للخدمات اللوجستية، حيث حصلت شركة "خزائن لاما" على شهادة موسوعة غينيس للأرقام القياسية لامتلاكها أكبر عدد خزائن ذكية في موقع واحد على مستوى العالم في مدينة الرياض. جاء هذا الإنجاز خلال حفل خاص حضره معالي رئيس الهيئة العامة للنقل المكلف الدكتور رميح بن محمد الرميح، ليضيف إلى سجل المملكة الحافل بالإنجازات النوعية في مختلف المجالات.
الإنجاز العالمي: الرياض تتصدر المشهد اللوجستي العالمي
منظومة ذكية تحطم الأرقام العالمية
تمكنت شركة "خزائن لاما" من تحقيق هذا الإنجاز العالمي من خلال إنشاء أكبر شبكة متكاملة من الخزائن الذكية المخصصة لاستلام وتسليم الطرود في مكان واحد بمدينة الرياض. تتميز هذه المنظومة بتقنياتها المتطورة التي تتيح للمستخدمين استلام طرودهم في أي وقت دون الحاجة للتواصل المباشر مع موظفي الخدمة، مما يوفر الوقت والجهد ويضمن أعلى معايير الخصوصية والأمان.
الشراكة بين القطاعين العام والخاص
أكد معالي الدكتور رميح الرميح أن هذا الإنجاز يمثل نموذجاً ناجحاً للشراكة الفاعلة بين القطاعين العام والخاص في المملكة، حيث تعمل الجهات الحكومية على توفير البيئة التنظيمية والتشريعية المناسبة، بينما يقوم القطاع الخاص بتقديم الحلول الابتكارية التي تلبي احتياجات السوق وتواكب أحدث التوجهات العالمية في مجال الخدمات اللوجستية.
كيف تدعم الخزائن الذكية الاستراتيجية الوطنية؟
تعزيز كفاءة "الميل الأخير"
تلعب الخزائن الذكية دوراً محورياً في تحسين كفاءة عمليات "الميل الأخير" في سلسلة التوريد، وهي المرحلة الأخيرة من رحلة الطرد حتى وصوله للمستلم النهائي. وتعد هذه المرحلة من أكثر المراحل تكلفة وتعقيداً في عملية نقل البضائع، حيث تصل إلى نحو 53% من إجمالي تكلفة الشحن. تساهم منظومة الخزائن الذكية في خفض هذه التكاليف وتسريع وقت التسليم وتقليل الانبعاثات الكربونية الناتجة عن عمليات التوصيل المتكررة.
دعم التحول الرقمي للخدمات اللوجستية
يأتي هذا الإنجاز متماشياً مع أهداف الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية التي تتبناها المملكة، والتي تهدف إلى تحويل المملكة إلى مركز لوجستي عالمي يربط القارات الثلاث. وتعتبر الخزائن الذكية أحد الحلول المبتكرة التي تساهم في تسريع التحول الرقمي في قطاع النقل وتعزيز تجربة المستفيدين من الخدمات البريدية واللوجستية.
تأثير الإنجاز على مستقبل الخدمات اللوجستية في المملكة
رفع تنافسية المملكة عالمياً
أشار معالي رئيس الهيئة العامة للنقل إلى أن هذا الإنجاز يعزز من تنافسية المملكة على خارطة الخدمات البريدية واللوجستية عالمياً، ويدعم جهودها لتصبح ضمن أفضل 25 دولة في مؤشر أداء الخدمات اللوجستية بحلول عام 2030، وذلك من خلال توظيف أحدث التقنيات والحلول المبتكرة في هذا المجال.
تحسين تجربة المستفيدين
تساهم منظومة الخزائن الذكية في تحسين تجربة المستفيدين من خلال توفير خيارات متعددة لاستلام الطرود بطريقة سهلة وآمنة على مدار الساعة، مما يلبي تطلعات المستهلكين المتزايدة للحصول على خدمات سريعة ومرنة تتناسب مع أنماط حياتهم المتغيرة، خاصة مع النمو المتسارع في قطاع التجارة الإلكترونية في المملكة.
يعد تسجيل الرياض لأكبر عدد خزائن ذكية في موقع واحد على مستوى العالم خطوة هامة في مسيرة المملكة نحو الريادة العالمية في مجال الخدمات اللوجستية والتحول الرقمي. هذا الإنجاز لا يعكس فقط التقدم التقني الذي تشهده المملكة، بل يبرز أيضاً قدرتها على تبني نماذج مبتكرة للشراكة بين القطاعين العام والخاص لتحقيق المستهدفات الطموحة لرؤية المملكة 2030 في مختلف القطاعات الحيوية.