بايدو
في خضم المنافسة المحتدمة: "بايدو" تراهن على الرقاقات المتطورة ... وتطلق "Ernie 4.5 Turbo"
كتب بواسطة: ليلى فهد |

في تطور يمكن أن يغير قواعد اللعبة في سوق التكنولوجيا الصينية، أعلنت شركة "بايدو" عن نجاحها في تشغيل مجموعة ضخمة من 30 ألف رقاقة "P800 Kunlun" متطورة، مما يمثل قفزة نوعية في قدرات الحوسبة المطلوبة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة. هذا الإنجاز التقني، الذي كشف عنه الرئيس التنفيذي روبن لي خلال مؤتمر المطورين السنوي للشركة يوم الجمعة، يضع "بايدو" في موقع قوي للمنافسة في السباق المحموم نحو تطوير تطبيقات ذكاء اصطناعي أكثر تطوراً وفعالية.

 

التقدم التقني: قوة حوسبة هائلة لنماذج متطورة

 

تمثل رقاقات "P800 Kunlun" من الجيل الثالث إنجازاً تقنياً بارزاً لشركة "بايدو"، إذ تتيح قدرات حوسبة غير مسبوقة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي المعقدة. فكيف ستغير هذه التقنية مشهد الذكاء الاصطناعي في الصين والعالم؟

أوضح روبن لي أن هذه المجموعة الضخمة من الرقاقات المتطورة يمكنها دعم تدريب نماذج شبيهة بـ"ديب سيك" والتي تضم مئات المليارات من المعلمات، وهي قدرة تضع حداً لمشكلة نقص القدرة الحاسوبية التي طالما شكلت عائقاً أمام تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة. هذا التطور يمنح المطورين حرية غير مسبوقة في ابتكار وتحسين نماذج الذكاء الاصطناعي دون القلق من القيود التقنية.

 

نماذج ذكاء اصطناعي جديدة تعزز المنافسة

 

هل يمكن لـ"بايدو" أن تستعيد ريادتها في سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي في الصين؟ الإجابة قد تكمن في إطلاقها نموذجين جديدين متقدمين:

كشفت الشركة عن نموذج "Ernie 4.5 Turbo" الذي يُصنف، وفقاً لروبن لي، كمنافس قوي لأفضل نماذج الذكاء الاصطناعي في الصناعة. يتميز هذا النموذج بقدرات متنوعة ومتقدمة تشمل البرمجة والفهم اللغوي، مما يضعه في مصاف النماذج العالمية المتقدمة.

كما أطلقت "بايدو" نموذجاً آخر للتفكير يُدعى "Ernie X1 Turbo"، ليكتمل بذلك ثنائي من النماذج متعددة الوسائط التي تعزز محفظة الشركة التقنية وتمنحها قدرة تنافسية إضافية في سوق يزداد احتداماً.

 

استراتيجية متكاملة: "التطبيق هو الملك"

 

في خطوة استراتيجية مهمة، أكدت "بايدو" أنها ستدمج قدرات الذكاء الاصطناعي في تطبيقاتها المختلفة، متبنية فلسفة أن "التطبيق هو الملك". هذا التوجه يعكس فهماً عميقاً لديناميكيات السوق، حيث صرح روبن لي بوضوح: "هناك العديد من نماذج الذكاء الاصطناعي، لكن التطبيقات هي التي تحكم العالم. بدون تطبيقات، تصبح النماذج والرقاقات بلا قيمة".

هذه الرؤية تأتي في وقت مناسب، إذ تتحول شركات التكنولوجيا الصينية من التركيز على تطوير النماذج الأساسية إلى البحث عن تطبيقات عملية تتجاوز روبوتات الدردشة التقليدية، بهدف جذب المستخدمين والاحتفاظ بهم في بيئة تنافسية متزايدة.

 

تحديات وآفاق مستقبلية

 

رغم الإعلان عن هذه التطورات المثيرة، تواجه "بايدو" تحديات كبيرة في سوق يشهد منافسة شرسة. كانت الشركة من أوائل الشركات الصينية التي استثمرت بكثافة في الذكاء الاصطناعي بعد إطلاق "شات جي بي تي" من شركة "OpenAI" في عام 2022، لكن روبوت الدردشة "Ernie Bot" الخاص بها واجه صعوبات في اكتساب الزخم المطلوب.

 

تمثل إعلانات "بايدو" الأخيرة خطوة جريئة نحو تعزيز مكانتها في سوق الذكاء الاصطناعي المتنامي، مزودة بتقنيات متطورة ورؤية استراتيجية واضحة تتجاوز مجرد تطوير النماذج إلى التركيز على التطبيقات العملية. يبقى السؤال: هل ستتمكن الشركة من ترجمة هذه الإمكانات التقنية الجديدة إلى نجاح تجاري وريادة سوقية في مواجهة المنافسة المحتدمة؟