أكد ممثل المملكة العربية السعودية أمام محكمة العدل الدولية، محمد سعود الناصر، أن إسرائيل حولت قطاع غزة إلى "كومة من الركام"، في تصعيد غير مبرر ضد المدنيين الفلسطينيين. جاء ذلك خلال كلمته أمام المحكمة الدولية التي استعرض فيها الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، محملاً إسرائيل المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم التي تتعارض مع القوانين والأعراف الدولية.
شدد الناصر على أن سلوك إسرائيل في الأراضي الفلسطينية يعزز انعدام شرعيتها، حيث تواصل تجاهل أوامر محكمة العدل الدولية وانتهاك القوانين الإنسانية. وأوضح أن إسرائيل لم تكتفِ فقط بشن هجمات عشوائية على المدنيين، بل استهدفت أيضًا موظفي وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، حيث قتلت أكثر من 200 موظف ودمرت مقرات الوكالة ونهبت محتوياتها. كما أشار إلى أن الهجمات الإسرائيلية طالت المنشآت الإنسانية، مما أدى إلى تعطيل العمليات الإنسانية في القطاع بشكل كامل.
استعرض الناصر كيف أن إسرائيل تجاهلت دعوات الأمم المتحدة للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، مشددًا على أن هذا التجاهل يعكس سياسة ممنهجة لمعاقبة المدنيين الفلسطينيين. وأضاف أن إسرائيل استخدمت تقنيات الذكاء الاصطناعي في تنفيذ هجماتها ضد المدنيين، مما زاد من حجم المعاناة وأدى إلى المزيد من القتل والتدمير.
وفي سياق كلمته، أكد الناصر أن إسرائيل تتصرف وكأنها فوق القانون، وتواصل تجاهل التدابير المؤقتة التي أصدرتها محكمة العدل الدولية لحماية المدنيين الفلسطينيين. ودعا المجتمع الدولي إلى ضرورة الضغط على إسرائيل لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، معتبرًا أن منع المساعدات وترويع المدنيين يعد جزءًا من سياسة التطهير العرقي التي يجب التصدي لها.
وشدد ممثل المملكة على أهمية اتخاذ إجراءات حاسمة لضمان مساءلة إسرائيل عن انتهاكاتها، مشيرًا إلى أن غياب العدالة يعزز حالة الإفلات من العقاب ويؤدي إلى استمرار هذه الجرائم. وأكد أن المملكة ستواصل الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني والتصدي لأي محاولات لتقويض الشرعية الدولية، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه إنهاء معاناة المدنيين في غزة وتحقيق السلام العادل والشامل.