في خطوة دبلوماسية قد تضع حداً لعقود من التوترات والصراعات المتقطعة بين دولتين أفريقيتين متجاورتين، أعلنت المملكة العربية السعودية ترحيبها الرسمي بتوقيع إعلان المبادئ التاريخي بين جمهوريتي الكونغو الديمقراطية ورواندا. هذا الاتفاق الذي تم توقيعه في العاصمة الأمريكية واشنطن يوم 25 أبريل 2025، يمثل نقطة تحول محتملة في العلاقات الإقليمية بمنطقة البحيرات العظمى التي عانت لفترات طويلة من عدم الاستقرار السياسي والأمني.
أكدت وزارة الخارجية السعودية في بيان رسمي أهمية هذا الإعلان باعتباره خطوة إيجابية نحو تحقيق السلام والاستقرار في منطقة استراتيجية من القارة الأفريقية. وأشادت الرياض بالجهود الدبلوماسية المكثفة التي بذلتها الأطراف المعنية للوصول إلى هذا الاتفاق الذي طال انتظاره.
يأتي هذا الإعلان في سياق تاريخي معقد من العلاقات المتوترة بين البلدين، والتي تعود جذورها إلى صراعات إثنية وسياسية واقتصادية امتدت لعقود، وشهدت في بعض الأحيان تصعيداً عسكرياً على الحدود المشتركة. فهل يمثل هذا الاتفاق بداية حقيقية لطي صفحة الماضي والتوجه نحو التعاون المشترك؟
وفقاً لمراقبين دوليين، يمكن لهذا الإعلان أن يمهد الطريق لمعالجة القضايا العالقة بين البلدين، خاصة فيما يتعلق بالجماعات المسلحة النشطة في المناطق الحدودية واستغلال الموارد الطبيعية التي تزخر بها المنطقة. كما يفتح الباب أمام استثمارات دولية محتملة طالما تأخرت بسبب المخاوف الأمنية.
الموقف السعودي يعكس رؤية المملكة الداعمة لمبادرات السلام والاستقرار حول العالم، حيث أكدت وزارة الخارجية أنها تتطلع إلى التزام البلدين بمبادئ هذا الإعلان، مما سينعكس إيجاباً على أمن واستقرار ليس فقط الكونغو ورواندا، بل المنطقة بأكملها.
يمثل إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا فرصة تاريخية لإعادة رسم العلاقات بين البلدين على أسس جديدة من التعاون والاحترام المتبادل. وفي ظل الدعم الدولي، بما فيه الموقف السعودي المرحب بالاتفاق، تزداد الآمال بأن تتحول المنطقة من بؤرة للصراعات إلى نموذج للتكامل الإقليمي والتنمية المستدامة. المستقبل سيكشف ما إذا كانت هذه الخطوة الدبلوماسية ستترجم إلى واقع ملموس يلمس آثاره الشعبان الكونغولي والرواندي اللذان عانيا طويلاً من تبعات التوتر والنزاعات.