سجلت أسواق الطاقة والمعادن النفيسة انتعاشاً ملحوظاً اليوم الجمعة، مدفوعة بتصريحات صينية فتحت باب الأمل في تسوية محتملة للحرب التجارية المستعرة مع الولايات المتحدة، والتي هددت بدفع الاقتصاد العالمي نحو الركود.

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.6% لتصل إلى 62.51 دولاراً للبرميل خلال جلسة التداول الآسيوية المبكرة، بينما شهدت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي ارتفاعاً مماثلاً بواقع 38 سنتاً لتبلغ 59.62 دولاراً للبرميل.

وجاء هذا الانتعاش بعد أسابيع من الضغوط الحادة على أسعار النفط، حيث سيطرت المخاوف من امتداد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم على مزاج المستثمرين. وما زاد من حدة القلق استعداد مجموعة أوبك+ لرفع إنتاجها في وقت يتهدد فيه الطلب العالمي.

وفي تطور قد يعزز أسعار النفط على المدى المتوسط، لوح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإمكانية فرض عقوبات ثانوية على الدول المشترية للنفط الإيراني، مما يضيف عاملاً جديداً قد يؤثر على توازن العرض والطلب في الأسواق العالمية.

فهل تمثل هذه الانفراجة بداية لمرحلة جديدة من الاستقرار في أسواق الطاقة؟ يتجه أنظار المحللين نحو تطورات المفاوضات الصينية-الأمريكية وتأثيرها المحتمل على مستقبل الطلب العالمي على النفط.

وعلى صعيد المعادن النفيسة، شهد الذهب ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة 0.5% ليصل إلى 3256.51 دولاراً للأوقية في المعاملات الفورية، فيما قفزت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 1.3% مسجلة 3265.10 دولاراً للأوقية.

يأتي هذا الصعود بعد يوم من هبوط المعدن النفيس إلى أدنى مستوياته منذ منتصف أبريل، حيث تكبد خسائر بلغت نحو 2% هذا الأسبوع، في أكبر تراجع أسبوعي له منذ نهاية فبراير الماضي.

ولم يقتصر الانتعاش على الذهب وحده، إذ شهدت المعادن النفيسة الأخرى ارتفاعات متفاوتة، حيث صعدت الفضة بنسبة 0.9% إلى 32.68 دولاراً للأوقية، وارتفع البلاتين بنسبة 1.1% إلى 968.89 دولاراً، بينما سجل البلاديوم زيادة قدرها 1% ليصل إلى 949.48 دولاراً.

يترقب المستثمرون بحذر صدور تقرير الوظائف الأمريكية غير الزراعية المقرر نشره لاحقاً اليوم، والذي سيقدم مؤشرات هامة حول صحة الاقتصاد الأمريكي وقد يؤثر بشكل كبير على اتجاهات أسواق السلع الأساسية في الفترة المقبلة.