استعرضت الموسوعة السعودية "سعوديبيديا" تجربتها الرائدة أمام نخبة من خبراء الأمم المتحدة، كاشفة عن دورها المحوري في توثيق وحفظ الهوية الثقافية والجغرافية للمملكة. فعلى منصة أممية مرموقة، قدّمت الموسوعة رؤيتها كمنصة وطنية تسعى لتكون المرجع الرقمي الأكثر موثوقية للشأن السعودي عالمياً.
حمل الظهور الدولي للموسوعة بصمة مميزة عبر الورقة العلمية التي قدمها رئيس تحريرها حامد الشهري خلال الدورة الرابعة لمجموعة خبراء الأمم المتحدة للأسماء الجغرافية (UNGEGN) المنعقدة في نيويورك. وكشفت الورقة عن الدور الاستراتيجي للموسوعة في توثيق الأسماء الجغرافية وتحديثها، مما يسهم في الحفاظ على الإرث الثقافي للمملكة وتقديمه للعالم بصورة أصيلة.
تجسد "سعوديبيديا" التي أطلقها وزير الإعلام سلمان بن يوسف الدوسري في فبراير 2024 إحدى المبادرات الطموحة ضمن برنامج تنمية القدرات البشرية المنبثق من رؤية المملكة 2030. وتتميز المنصة بمحتواها الموسوعي المدعم بالوسائط المتعددة، والذي يتم تحديثه دورياً ليعكس الثراء الثقافي والحضاري والتاريخي والجغرافي للمملكة.
ومن اللافت أن "سعوديبيديا" تقدم محتواها حالياً بأربع لغات عالمية (العربية والإنجليزية والفرنسية والصينية)، مع خطط توسعية طموحة ستشهد إطلاق النسختين الروسية والألمانية خلال العام الجاري 2025. هذا التنوع اللغوي يعكس الرؤية العالمية للمنصة وسعيها لتجاوز الحواجز اللغوية لإيصال المعلومة الموثوقة عن المملكة إلى مختلف شعوب العالم.
كما تناولت الورقة العلمية المقدمة ستة محاور رئيسية، ركزت على أهمية الأسماء الجغرافية كجزء أساسي من البنية التحتية للبيانات المكانية ودورها في دعم القطاعات التنموية. وأبرزت الورقة جهود الموسوعة في حفظ الهوية الثقافية والتاريخية للأماكن في المملكة، من خلال قسم متخصص للجغرافيا يوثق المدن والقرى والمعالم الطبيعية والمواقع الأثرية، مع ربطها بجذورها التاريخية والاجتماعية.
وأثارت مشاركة "سعوديبيديا" اهتماماً دولياً، حيث تفاعل الحضور مع العرض المقدم. وفي رده على سؤال طرحته عضوة الوفد البريطاني حول قدرة المنصة على تقديم رومنة موحدة للأسماء الجغرافية في جميع اللغات، أكد الشهري حرص الموسوعة على تحري الدقة العلمية في كل أعمالها، والاستناد إلى خبراء مختصين لضمان موثوقية المحتوى.
وقد شاركت المملكة في هذه الدورة الأممية بوفد رفيع المستوى برئاسة الدكتور المهندس محمد بن يحيى آل صايل، رئيس الهيئة العامة للمساحة والمعلومات الجيومكانية ورئيس اللجنة الوطنية للأسماء الجغرافية. واستعرضت المملكة خلال الدورة إستراتيجيتها للشعبة العربية للأسماء الجغرافية، وجهودها نحو نظام رومنة عربي موحد، إضافة إلى الآفاق المستقبلية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في توحيد الأسماء الجغرافية.
وتأتي هذه المشاركة السعودية المتميزة في إطار الجهود الوطنية المتكاملة لحفظ التراث الثقافي والجغرافي للمملكة، وتعزيز حضورها على الساحة الدولية، بما يتوافق مع تطلعات رؤية المملكة 2030 للارتقاء بمكانة المملكة عالمياً وتعزيز صورتها الثقافية والحضارية.