بأمر من وزارة الخارجية الأمريكية.. إلغاء تأشيرة طالبين سعوديين في جامعة نورث كارولينا
في ليلة هادئة داخل سكن طلابي بجامعة ولاية نورث كارولينا، خرج طالب سعودي من غرفته وعلى وجهه علامات الصدمة والذهول، فلم يكن ما سمعه للتو أمرًا اعتياديًا، بل كان بمثابة صفعة غيرت مجرى مستقبله في لحظات.
صالح الجراد طالب دراسات عليا في الهندسة لم يكن يتوقع أن تنهار خطته الدراسية والمهنية بتلك السرعة، حيث قبل خمسة أشهر فقط وصل إلى الولايات المتحدة ليبدأ رحلته الأكاديمية المليئة بالأمل، وكان إلى جانب دراسته يعمل في أحد مطاعم الجامعة لكسب الخبرة والدخل البسيط.
ولكن كل شيء تغير فجأة، حيث تلقت جامعته اتصالًا مفاده أن وزارة الخارجية الأمريكية ألغت تأشيرته الدراسية بدون تقديم أي مبرر.
وفي حديث زميله في السكن "فيليب فاستو" لقناة WRAL، قال: "خرج من غرفته وعلى وجهه ملامح لا تنسى.. لقد قيل له إن تأشيرته أُلغيت، ولا أحد يعلم السبب."
لم يتواصل أحد معه مباشرة من الحكومة الأمريكية، فقط الجامعة أخطرته، ولم تكن بدورها تعلم شيئًا مسبقًا، وفي أقل من 24 ساعة، كان صالح قد حزم أمتعته وركب طائرة العودة إلى المملكة، بأمر من عائلته ومحاميه، خوفًا من التعرض للاعتقال من قبل سلطات الهجرة الأمريكية.
ولم يكن صالح الوحيد، حيث هنالك طالب آخر سعودي بالجامعة نفسها واجه المصير ذاته، ضمن قرار أوسع أعلنت عنه وزارة الخارجية الأمريكية يقضي بإلغاء أكثر من 300 تأشيرة دراسية، ضمن سياسة وصفها المسؤولون بـ"التدقيق الأمني".
جامعة ولاية نورث كارولينا أصدرت بيانًا أكدت فيه أنها ليست طرفًا في هذه الإنهاءات، وأنها تشعر بقلق بالغ من غياب التواصل الرسمي من الجهات الفيدرالية، وتأثير هذه القرارات على الطلاب الدوليين.
وزارة الخارجية الأمريكية اكتفت ببيان عام أكدت فيه أن جميع طالبي التأشيرة يخضعون لتدقيق مستمر حتى بعد دخولهم البلاد، وأن أي انتهاك للقانون قد يؤدي إلى إلغاء التأشيرة أو الترحيل، دون ذكر تفاصيل تخص الحالات الفردية.