في ظل تصاعد التوترات التجارية وضعف الدولار، سجل الذهب اليوم مستوى قياسيًا غير مسبوق عند 3275.20 دولار للأوقية، بينما شهدت أسعار النفط انخفاضًا بنسبة 1%. يعكس هذا التباين ديناميكيات السوق العالمية، حيث يتجه المستثمرون إلى الملاذات الآمنة وسط مخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي.
الذهب: ملاذ آمن في زمن الضبابية
لماذا يستمر الذهب في تحطيم الأرقام القياسية؟ ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية 1.3% إلى 3270.12 دولار للأوقية، مدعومًا بانخفاض الدولار وتزايد العزوف عن المخاطرة. وقال تيم ووترر، كبير محللي السوق في "كيه. سي. إم تريد"، إن "العوامل الاقتصادية والجيوسياسية تدفع الذهب للأمام". هذا العام، قفز الذهب بنسبة تزيد عن 24%، مما يعزز مكانته كملاذ استثماري مفضل.
النفط: ضغوط الرسوم الجمركية
على النقيض، واجه النفط ضغوطًا متزايدة. تراجعت العقود الآجلة لخام برنت 66 سنتًا إلى 64.01 دولار للبرميل، وانخفض خام غرب تكساس 69 سنتًا إلى 60.64 دولار. ما السبب؟ سياسات الرسوم الجمركية الأمريكية، خاصة تلك التي فرضها الرئيس ترامب، أثارت مخاوف من تراجع الطلب العالمي على الطاقة. وتوقعت وكالة الطاقة الدولية نموًا في الطلب بمعدل 730 ألف برميل يوميًا في 2025، وهو الأبطأ في خمس سنوات.
تأثير البيانات الاقتصادية القادمة
كيف ستؤثر البيانات الأمريكية على الأسواق؟ يترقب المستثمرون بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية اليوم، والتي قد توفر رؤى حول السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الاتحادي. ويتوقع المتعاملون خفض أسعار الفائدة بمقدار 87 نقطة أساس بحلول نهاية 2025، مما قد يعزز جاذبية الذهب ويزيد الضغط على النفط.
المعادن الأخرى: أداء متباين
لم يقتصر التألق على الذهب. ارتفعت الفضة 0.1% إلى 32.32 دولار للأوقية، بينما انخفض البلاتين 0.3% إلى 956.64 دولار، واستقر البلاديوم عند 971.10 دولار. يعكس هذا التباين تفضيل المستثمرين للمعادن ذات الطلب الاستثماري العالي في أوقات عدم اليقين.
مع استمرار الذهب في كسر الحواجز وتراجع النفط تحت وطأة التوترات التجارية، تبقى الأسواق العالمية على مفترق طرق. تابع التطورات الاقتصادية وشارك برأيك: هل حان وقت الاستثمار في الذهب؟