كشف المركز السعودي لسلامة المرضى اليوم عن إطلاق مشروع وطني غير مسبوق يهدف إلى إحداث تحول جذري في منظومة الرعاية الصحية بالمملكة. فقد أعلن المركز عن إطلاق "معايير سلامة المرضى"، وهو إطار وطني متكامل يُعد الأول من نوعه على مستوى المملكة، مصمم لتعزيز ثقافة السلامة والارتقاء بجودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين والمقيمين.
معايير شاملة تغطي جميع جوانب الرعاية الآمنة
استند تطوير هذا الإطار الوطني إلى دراسة مستفيضة لأفضل الممارسات العالمية مع الاستفادة من التجارب الوطنية الناجحة. ويغطي الإطار عشرة مجالات استراتيجية تشكل حجر الأساس لمنظومة الرعاية الصحية الآمنة، وهي:
- أدوات الجودة وتطبيقاتها المختلفة
- ترسيخ ثقافة السلامة في المؤسسات الصحية
- برامج التعليم والتدريب المستمر للكوادر الصحية
- مؤشرات الأداء وآليات القياس والمتابعة
- استراتيجيات تمكين المرضى وإشراكهم في رحلة العلاج
ويضم كل مجال من هذه المجالات خمسة معايير رئيسية، مما يعني وجود 50 معياراً متكاملاً. ولضمان التطبيق الفعال لهذه المعايير، تم تطوير 50 دليلاً تنفيذياً لمساعدة المنشآت الصحية على ترجمة هذه المعايير إلى إجراءات عملية ملموسة.
تأثير استراتيجي على مستقبل الرعاية الصحية
ما يميز هذا المشروع الوطني هو قدرته على توفير أداة معيارية موثوقة تمكّن المستشفيات والمراكز الصحية من تقييم أدائها وتطويره بشكل منهجي ومستمر. وبذلك، سيتمكن القطاع الصحي من:
- توحيد الممارسات الآمنة عبر مختلف المنشآت الصحية
- الحد من الأخطاء الطبية والأضرار التي يمكن تفاديها
- تعزيز ثقة المرضى في منظومة الرعاية الصحية
- تمكين الكوادر الطبية من تبني أفضل الممارسات المهنية
ومن المتوقع أن يُسهم هذا الإطار في تحقيق قفزة نوعية نحو بلوغ مستهدفات رؤية المملكة 2030 المتعلقة ببناء نظام صحي أكثر أماناً وكفاءة.
خطوة محورية نحو ترسيخ بيئة صحية آمنة
وفي تصريح خاص، أكد الدكتور علي بن طالع عسيري، مدير عام المركز السعودي لسلامة المرضى، أن إطلاق المعايير الوطنية لسلامة المرضى يمثل "خطوة محورية نحو ترسيخ بيئة صحية آمنة ومتكاملة، تعزز من ثقة المرضى وتُسهم في تحسين نتائج الرعاية الصحية."
وأضاف عسيري: "هذا الإطار سيمكّن مقدمي الرعاية من تطبيق ممارسات قائمة على الأدلة العلمية، مما سيُحدث فرقاً حقيقياً في حياة الناس وجودة الخدمات الصحية المقدمة لهم."