سجلت أجهزة الرصد الزلزالي التابعة لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية هزة أرضية جديدة في مياه الخليج العربي مساء الثلاثاء، في ثاني حدث زلزالي بالمنطقة خلال أقل من شهر. وبالرغم من قوتها التي بلغت 4.36 درجة على مقياس ريختر، طمأنت الهيئة المواطنين بأن الهزة لم تُسفر عن أية تأثيرات على المناطق المأهولة، وأكدت أن الوضع آمن تماماً في المنطقة الشرقية من المملكة.

تفاصيل الحدث الزلزالي

موقع الهزة وقوتها الزلزالية

وقعت الهزة الأرضية في مياه الخليج العربي على بعد 66 كيلومتراً شرق مدينة الجبيل الصناعية شرق المملكة العربية السعودية. وبحسب القياسات الدقيقة التي سجلتها هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، بلغت قوة الهزة 4.36 درجة على مقياس ريختر، وهي قوة تصنف ضمن الهزات الأقل من متوسطة الشدة، والتي عادة ما يمكن الشعور بها لكنها نادراً ما تسبب أضراراً ملموسة.

التفسير العلمي للظاهرة

قدم طارق أبا الخيل، المتحدث الرسمي لهيئة المساحة الجيولوجية، تفسيراً علمياً لأسباب وقوع هذه الهزة، مرجعاً إياها إلى الإجهادات الطبيعية التي تتعرض لها صدوع جيولوجية قديمة في منطقة الخليج العربي. وأوضح أبا الخيل أن هذه الإجهادات ناتجة عن الحركة المستمرة للصفيحة العربية واصطدامها بالصفيحة الأوراسية، وهي عمليات جيولوجية طبيعية مستمرة منذ ملايين السنين.

تكرار الظاهرة في المنطقة

تعد هذه الهزة هي الثانية التي تشهدها المنطقة نفسها خلال فترة زمنية قصيرة، حيث سبقتها هزة أخرى بتاريخ 4 أبريل 2025، أي قبل أقل من شهر. وكانت الهزة السابقة قد سُجلت على بعد 55 كيلومتراً شرق مدينة الجبيل، بقوة قدرها 4 درجات على مقياس ريختر، وصُنفت آنذاك ضمن "الهزات الصغيرة" التي لم تسفر عن أية تأثيرات أو أضرار.

التطمينات الرسمية وإجراءات السلامة

تأكيدات الهيئة حول الوضع الراهن

شدد المتحدث الرسمي لهيئة المساحة الجيولوجية على أن "الحدود السعودية لم تتأثر، والوضع آمن" في تطمين واضح للمواطنين والمقيمين في المنطقة الشرقية. وأكدت الهيئة أن الهزة لم تتسبب في أية أضرار مادية أو بشرية، وأنها ضمن المعدلات الطبيعية للنشاط الزلزالي في المنطقة.

نظام الرصد الزلزالي في المملكة

تجدر الإشارة إلى أن المملكة العربية السعودية تمتلك شبكة متطورة من محطات الرصد الزلزالي تغطي مختلف مناطق البلاد، وتعمل هذه المحطات على مدار الساعة لرصد أي نشاط زلزالي وتحليله بدقة عالية. وتقوم هيئة المساحة الجيولوجية بنشر تقارير دورية حول النشاط الزلزالي في المملكة والمناطق المجاورة لها، مما يساهم في رفع مستوى الوعي العام وتعزيز الاستعداد للتعامل مع مثل هذه الظواهر الطبيعية.

تعكس الاستجابة السريعة والتواصل الشفاف من قبل الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية اهتماماً متزايداً بالتعامل الاستباقي مع الظواهر الطبيعية.