قصف امريكي لقوات الحوثيين
ضربة أمريكية موجعة تقتل قيادات حوثية وخبراء صواريخ ودفاع جوي
كتب بواسطة: مختار العسلي |

في تطور مفاجئ يهدد بتصعيد التوتر المتصاعد في منطقة البحر الأحمر، نفذت القوات الأمريكية سلسلة غارات جوية استهدفت معسكرًا تابعًا لجماعة الحوثي في اليمن، مخلفةً وراءها قتلى وجرحى في صفوف الجماعة المسلحة، وتشير المعلومات الأولية إلى أن الهجوم الجوي استهدف معسكر "براش" الواقع في الأطراف الشرقية من جبل نقم، مخلفًا تسعة قتلى على الأقل، بينهم قيادات بارزة في الجماعة، الأمر الذي يطرح تساؤلات حاسمة حول مستقبل الصراع في المنطقة وتأثيره على الملاحة الدولية.

من بين القتلى، برز اسم النقيب أحمد عاصم أبو العز، قائد موقع الدفاع الجوي في المعسكر المستهدف، بالإضافة إلى ضابط رفيع المستوى يدعى أبو زيد المؤيد، ومقتل الخبير في مجال صواريخ منظومة الدفاع الجوي (فاطر 1) عبد الله الذاري، وتمثل هذه الخسائر ضربة قوية لقدرات الحوثيين الدفاعية، خاصةً في ظل تصاعد التوترات في البحر الأحمر، حيث تستهدف الجماعة سفنًا تجارية بزعم ارتباطها بإسرائيل، وتأتي هذه الضربة في سياق جهود دولية مكثفة لردع هذه الهجمات وحماية حرية الملاحة في هذا الممر المائي الحيوي.

وتثير منظومة "فاطر 1" التي كان يعمل عليها أحد القتلى، تساؤلات حول قدرات الحوثيين العسكرية ومصادر تسليحهم، فهذه المنظومة هي عبارة عن صواريخ دفاع جوي (أرض- جو) متوسطة المدى، يبلغ مداها الأقصى 24 كيلومترًا، وتستطيع استهداف الطائرات المعادية على ارتفاعات تصل إلى 14 كيلومترًا، وتعتبر هذه المنظومة نسخة معدلة من صواريخ الدفاع الجوي المتوسطة المدى (سام 6) سوفياتية الصنع، والتي كانت ضمن تسليح الجيش اليمني سابقًا، وقد أعلن الحوثيون عن دخول هذه المنظومة ضمن تسليح قواتهم في عام 2017.

ويأتي هذا التصعيد في ظل تحذيرات دولية متزايدة من مغبة استمرار هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، وتأثيرها على الاقتصاد العالمي، فقد أدت هذه الهجمات إلى ارتفاع تكاليف الشحن والتأمين، وأجبرت العديد من الشركات على تغيير مسارات سفنها، ما يهدد بتعطيل سلاسل الإمداد العالمية، وتعتبر الولايات المتحدة وحلفاؤها أن حماية حرية الملاحة في البحر الأحمر أولوية قصوى، وتسعى إلى ردع الحوثيين عن طريق الدبلوماسية والضغط العسكري، ولكن يبقى السؤال المطروح: هل ستنجح هذه الجهود في وقف التصعيد ومنع انزلاق المنطقة إلى صراع أوسع؟ يبقى الوضع في اليمن والبحر الأحمر معقدًا ومتوترًا، ومن غير الواضح كيف ستتطور الأحداث في الأيام والأسابيع القادمة، لكن المؤكد هو أن هذه الضربة الأمريكية ستزيد من تعقيد المشهد، وتثير المزيد من التساؤلات حول مستقبل الصراع في اليمن، ومستقبل الملاحة في البحر الأحمر، ومستقبل الاستقرار في المنطقة بأكملها، فهل ستكون هذه الضربة بداية لتهدئة الأوضاع أم بداية لمرحلة جديدة من التصعيد؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة.