حققت السعودية قفزة نوعية في برامج تمكين الأسر المحتاجة، متجاوزة مستهدفاتها بأكثر من 2000 مستفيد في غضون ثلاثة أشهر فقط. هذا الإنجاز يعكس استراتيجية متكاملة تهدف لتحويل الأسر من متلقين للدعم إلى منتجين فاعلين في الاقتصاد الوطني، في خطوة تُعزز استدامة التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالمملكة.
أعلنت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية اليوم عن نتائج استثنائية لبرامج التمكين خلال الربع الأول من 2025، حيث نجحت في تمكين 23.3 ألف مستفيد من برامج الضمان الاجتماعي، متجاوزةً المستهدف المحدد بـ 21.2 ألف. تتوزع هذه النجاحات بين مسارين رئيسيين، حيث استفاد 19.4 ألف شخص من برامج التوظيف، بينما تمكن 3922 مستفيداً من بدء مشاريعهم الخاصة وتطوير مهاراتهم الاقتصادية.
لم تكتفِ الوزارة بتحقيق الأرقام، بل اعتمدت منهجية متكاملة شملت تنظيم 121 دورة تدريبية متخصصة وعقد 38 ملتقى تمكينياً في مختلف مناطق المملكة. هذه الجهود دعمتها شراكات استراتيجية مع القطاعين العام والخاص من خلال 42 مذكرة تعاون، ما ساهم في خلق بيئة داعمة للمستفيدين وفتح آفاق جديدة أمامهم للاندماج في سوق العمل.
أظهرت بيانات الوزارة تفاوتاً في نسب المستفيدين بين مناطق المملكة، مع تصدر الرياض ومكة المكرمة والمنطقة الشرقية للقائمة. ما يلفت الانتباه هو النمو الملحوظ في المناطق الأقل تمثيلاً سابقاً مثل عسير وجازان والمدينة المنورة وتبوك، وهو تطور يؤكد نجاح استراتيجية الوزارة في توسيع نطاق المبادرات جغرافياً.
تشكل هذه النتائج المشجعة خطوة مهمة في مسيرة السعودية نحو بناء اقتصاد أكثر شمولية، يتيح للفئات المستفيدة من برامج الضمان الاجتماعي فرصة حقيقية لتحقيق الاكتفاء الذاتي والمساهمة الفاعلة في عجلة التنمية الوطنية. ويبرز هذا النجاح أهمية البرامج النوعية المصممة خصيصاً لتناسب قدرات ومهارات المستفيدين، مما يضمن استدامة هذا التحول ويدعم تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.