شهدت مصر في بداية عام 2025 طفرة سياحية لافتة، حيث استقبلت البلاد نحو 3.9 مليون سائح خلال الربع الأول من العام، ما يمثل زيادة سنوية بنسبة 25%، وفق ما أكده وزير السياحة والآثار شريف فتحي، الذي أوضح أن هذه الزيادة الملحوظة تعكس ثقة السياح في المقصد المصري، رغم التحديات الإقليمية التي تواجه منطقة الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن القطاع السياحي يشهد مرحلة استثنائية على صعيد الأداء والنمو.
ويُنتظر أن يصل عدد السياح إلى ما بين 16 و18 مليونًا مع نهاية العام الجاري، مدفوعًا بقرب افتتاح المتحف المصري الكبير، وهو المشروع الذي يصفه خبراء السياحة بأنه سيكون نقطة تحول في التسويق الدولي لمصر، لما يتضمنه من عناصر جذب حضارية وتاريخية غير مسبوقة، ويؤمل أن يُسهم المتحف، بموقعه قرب أهرامات الجيزة وتنظيم افتتاح عالمي بحضور زعماء وشخصيات بارزة، في ترسيخ مكانة مصر على خارطة السياحة العالمية.
وسجل العام 2024 استقبال 15.8 مليون سائح، بزيادة 6% عن 2023، متجاوزًا مستويات ما قبل الجائحة بنسبة نمو فاقت 21%، وتستهدف الحكومة المصرية خلال العام المالي 2024/2025 استقبال 17 مليون سائح، استنادًا إلى نتائج النصف الأول التي شهدت دخول 8.7 مليون سائح، كما تضع نصب أعينها الوصول إلى 30 مليون سائح بحلول عام 2030، عبر دعم الاستثمار السياحي وزيادة الطاقة الفندقية التي يُرتقب أن تنمو بنحو 50 ألف غرفة جديدة هذا العام.
وأكد وكيل لجنة السياحة والطيران بمجلس النواب، أحمد الطيبي، أن أداء القطاع في الربع الأول من 2025 يعد الأعلى تاريخيًا لهذه الفترة، رغم أنها لا تمثل الذروة الموسمية، موضحًا أن الوجهات السياحية المطلة على البحر الأحمر، مثل مرسى علم وسهل حشيش ومكادي وسفاجا، إلى جانب القاهرة، حظيت بالنصيب الأكبر من الحركة السياحية، كما أن الأسواق الأوروبية الغربية والشرقية شكّلت المصدر الرئيسي للسياحة، من بينها ألمانيا وروسيا وبولندا.
ويأتي هذا النمو مدفوعًا بتحسينات كبيرة في البنية التحتية، مثل تطوير شبكات النقل والطرق والمطارات، والتي سهّلت الانتقال بين المحافظات، ما أدى إلى زيادة متوسط عدد الليالي السياحية، فضلًا عن تسهيلات إصدار تراخيص وحدات شقق الإجازات التي توسع من قدرة الإيواء الفندقي، وهو ما يدعم الطموح بتحقيق نصف مليون غرفة فندقية مستقبلاً، إلى جانب خطط التسويق الرقمي والترويج الذكي للمقاصد السياحية المصرية حول العالم.
من جانبه، أشار عضو غرفة شركات السياحة مجدي صادق إلى أن السائح الأوروبي ما زال يحتل الصدارة، وبخاصة من دول مثل ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا، كما سجلت السياحة الخليجية، وعلى رأسها السعودية، حضورًا لافتًا خلال الربع الأول، متوقعًا أن يتجاوز عدد السياح خلال العام الحالي 16 مليونًا، مؤكدًا أن افتتاح المتحف الكبير سيشكل دافعًا رئيسيًا في جذب المزيد من الزوار الساعين لاكتشاف الحضارة المصرية من مصدرها الأصيل.