وقّعت أمانة منطقة حائل مذكرات تعاون مع عدد من الجمعيات المتخصصة، وذلك في خطوة نوعية تهدف إلى تعزيز الشراكة المجتمعية وتوسيع نطاق البرامج التنموية والصحية والترفيهية في المنطقة.
جاء ذلك بحضور أمين المنطقة المهندس سلطان بن حامد الزايدي، ضمن إطار سعي الأمانة إلى تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، لا سيما ما يتعلق ببرنامج "جودة الحياة" وتمكين القطاع غير الربحي ليكون شريكًا فاعلًا في التنمية.
تضمنت الاتفاقيات تعاون الأمانة مع ست جمعيات متخصصة، شملت جمعية "بدن" الرياضية، وجمعية "أفق" للعناية بالصحة النفسية، وجمعية "إنتاج" للتنمية والتأهيل، وجمعية "إجزم"، وجمعية "أرشدني" للتأهيل النفسي والاجتماعي، بالإضافة إلى جمعية "عزم" الداعمة لمرضى التصلب المتعدد.
تهدف هذه الاتفاقيات إلى تنفيذ عدد من المبادرات النوعية، عبر تعزيز نمط الحياة الصحي من خلال برامج رياضية ومجتمعية، ورفع مستوى الوعي بالصحة النفسية عبر برامج توعوية وعلاجية، إلى جانب تفعيل وتشغيل حديقة بهجة (2) لتكون مساحة مخصصة للأنشطة التنموية والترفيهية.
تسعى أمانة حائل من خلال هذه الشراكات إلى تمكين الفئات المجتمعية المختلفة، لا سيما المصابين بمرض التصلب المتعدد، عبر دمجهم في المجتمع وتوفير الدعم اللازم لهم من خلال برامج متخصصة وتسهيلات عملية، كما تؤكد هذه المبادرات التزام الأمانة بتحقيق التكامل مع الجمعيات الأهلية، وتقديم خدمات ذات طابع تنموي مستدام يستثمر مرافق الأمانة في خدمة المجتمع، من خلال تحويلها إلى منصات للأنشطة الصحية والترفيهية التي تخدم جميع الفئات.
في هذا السياق شددت الأمانة على أن هذه الشراكات تأتي ضمن خطة إستراتيجية أوسع تهدف إلى تطوير البيئة الحضرية في حائل وتحسين جودة الحياة للسكان والزوار، كما تسهم هذه الخطوة في دعم القطاع غير الربحي وتعزيز قدراته، وجعله شريكًا محوريًا في تقديم المبادرات المجتمعية وتوسيع مظلة الخدمات التي تصل إلى الفئات الأكثر حاجة في المجتمع.
تبرز أهمية هذه الاتفاقيات في قدرتها على تحفيز العمل المؤسسي المشترك، وخلق نموذج فعّال للتكامل بين القطاع البلدي والجمعيات التخصصية، وهو ما يتماشى مع التوجهات الوطنية نحو تعزيز دور المجتمع المدني في التنمية الشاملة والمستدامة.
كما تُعد هذه الشراكات مؤشرًا على تطور رؤية أمانة حائل في استخدام أدوات مبتكرة لتعزيز مشاركة المجتمع، من خلال إطلاق مبادرات ذات أثر اجتماعي ملموس تسهم في بناء بيئة حضرية متكاملة وصحية.
أكدت الأمانة في ختام بيانها حرصها على مواصلة العمل على توقيع المزيد من الشراكات الإستراتيجية التي تُعنى بجميع الجوانب المرتبطة بجودة الحياة، سواء كانت صحية، اجتماعية، بيئية أو ترفيهية، في سبيل بناء مجتمع أكثر تماسكًا، وتمكينًا، وسعادة.
تُعد هذه المبادرات امتدادًا لرؤية أمانة منطقة حائل في تفعيل دور المسؤولية المجتمعية كمكون أساسي في السياسات التنموية المحلية، حيث تعكس هذه الشراكات تحولًا نوعيًا في مفهوم إدارة الخدمات البلدية من مجرد تقديم خدمات تقليدية إلى تبني نموذج تشاركي يدمج مؤسسات المجتمع المدني في عملية التنمية.
كما تسهم هذه الخطوة في تعزيز ثقافة التطوع والعمل الأهلي، وتشجيع الابتكار الاجتماعي، من خلال توفير بيئة داعمة تُحفّز الجمعيات على إطلاق مشاريع نوعية تلبي احتياجات المجتمع المحلي، وتواكب تطلعات السكان نحو نمط حياة أكثر توازنًا وصحة وجودة.