أمريكا تقول: نريد فك الارتباط مع الصين ”لكن الأرقام ترد: أنتم لستم مستعدين بعد”
في عام 2024، رغم كل ما قيل عن الحرب التجارية، ورفع الرسوم الجمركية، ومحاولات إعادة سلاسل التوريد إلى الداخل الأميركي،
تظل الصين شريانًا رئيسيًا لاقتصاد المستهلك الأمريكي.
دعونا نبدأ من المنتجات التي يعتمد عليها الأميركيون يوميًا:
- 86% من أجهزة الألعاب (PlayStation, Xbox, Nintendo)
- 79% من شاشات الحاسوب
- 76% من الألعاب والدمى
- 73% من الهواتف الذكية
- 70% من بطاريات الليثيوم التي تشغّل السيارات الكهربائية والموبايلات
- 66% من الحواسيب المحمولة (اللابتوب)
كل هذه المنتجات يتم استيرادها بهذا الحجم من دولة واحدة فقط: الصين، بمعنى آخر:
كل جهاز إلكتروني تقريبًا على مكتب أميركي، أو في حقيبة طالب، أو بين يدي طفل… جاء من الصين.
هذا ليس مجرد “اعتماد”، بل ارتباط عضوي بالبنية التكنولوجية واللوجستية والاقتصادية الصينية.
وفي المقابل، نلاحظ أن أمريكا بدأت تُخفف هذا الاعتماد في بعض القطاعات:
- الأدوية: 7% فقط من الصين
- قطع الحاسوب: 9%
- السماعات اللاسلكية: 14%
وهي قطاعات أكثر حساسية للأمن القومي، وأكثر تعرضًا لأزمات الجائحة.
لكن هذا التحول بطيء جدًا مقارنة بسرعة التصعيد السياسي والاقتصادي.
فإذا تصاعد التوتر مع الصين بشكل مفاجئ، فإن المتضرر الأول لن يكون الأسواق المالي.
بل رفوف المتاجر، والطلاب، والمستهلكون، وكل من يعتمد على التكنولوجيا في عمله.
وهنا السؤال الكبير:
هل أمريكا قادرة فعلًا على فك ارتباطها بالصين؟ أم أن الأمر مجرد دعاية سياسية؟
وهل تستطيع الصين استخدام هذه الورقة يومًا ما كورقة ضغط استراتيجية؟
خصوصًا مع تنامي الصراع على أشباه الموصلات، والبطاريات، والطاقة؟
عالم متعدد الأقطاب قادم لا محالة… لكن فك الارتباط؟
لا يبدو أن أحدًا مستعد له فعلًا.