مخلص الناظر
اليورو يتصرف كعملة ملاذ آمن!
مخلص الناظر |

في خضم اضطرابات الأسواق العالمية، بدأ اليورو يُظهر سلوكًا يشبه سلوك العملات التقليدية الآمنة مثل الفرنك السويسري والين الياباني. وفقًا لبيانات بلومبرغ حتى 16 أبريل، ارتفع اليورو بنسبة 4.84% أمام الدولار الأمريكي منذ بداية الشهر، ليصبح ثالث أقوى عملة أداءً خلال هذه الفترة بعد الفرنك والين.

لكن لماذا كل هذا الاهتمام بسلوك اليورو الآن؟

لأن أداءه لا يعكس مجرد تحرك فني عابر، بل يُترجم ثقة متزايدة في استقرار منطقة اليورو وسط تراجع في جاذبية الأصول الأمريكية نتيجة التوترات الجيوسياسية، وضعف الحوكمة المالية، والتحولات في السياسة النقدية.

الرسالة الضمنية التي يبعث بها السوق اليوم هي: المستثمرون العالميون يرفعون من وزن الأصول الأوروبية في محافظهم، ويعتبرون اليورو ملاذًا أكثر استقرارًا في ظل اضطراب الدولار.

المثير هنا أن اليورو، الذي كان يُنتقد سابقًا لضعف هياكله المؤسسية مقارنة بالدولار، يبدو اليوم وكأنه يعيد تقديم نفسه كمرشح لقيادة نظام نقدي متعدد الأقطاب.

وهذا يعيدنا إلى السؤال الاستراتيجي:

هل نشهد ولادة نظام نقدي عالمي جديد حيث يتراجع الدولار لصالح مجموعة من العملات بقيادة اليورو؟

وهل هذا التحول مؤقت أم بداية لمسار طويل الأجل؟