يشهد سوق المعادن النفيسة العالمي تطوراً استثنائياً هذا الصباح مع تحليق أسعار الذهب إلى مستويات غير مسبوقة في تاريخ تداولاته. فقد سجل المعدن الأصفر صباح اليوم الخميس رقماً قياسياً جديداً بوصوله إلى 3346.20 دولاراً للأوقية، في استمرار لموجة الصعود التي يشهدها منذ أسابيع، مدفوعاً بإقبال المستثمرين على أصول الملاذ الآمن في ظل الاضطرابات الاقتصادية العالمية.

تفاصيل الارتفاع التاريخي للذهب

شهدت المعاملات الفورية للذهب ارتفاعاً بنسبة 0.1% لتصل إلى 3346.20 دولاراً للأوقية بحلول الساعة 0008 بتوقيت جرينتش. وتجدر الإشارة إلى أن المعدن النفيس لامس مستوى تاريخياً أعلى وصل إلى 3357.40 دولاراً للأوقية في وقت سابق من جلسة اليوم، مما يعكس حدة الإقبال على شراء الذهب كملاذ آمن في الأسواق المالية.

وفي سياق متصل، سجلت العقود الأمريكية الآجلة للذهب ارتفاعاً أكثر وضوحاً بلغت نسبته 0.4% لتصل إلى 3359.50 دولاراً، مما يشير إلى استمرار النظرة الإيجابية للمستثمرين تجاه أداء المعدن الأصفر في المدى القريب.

كيف تفاعلت بقية المعادن النفيسة مع صعود الذهب؟

لم يكن الذهب وحده المستفيد من حالة الإقبال على الملاذات الآمنة، إذ أظهرت المعادن النفيسة الأخرى تحركات إيجابية في معظمها. فقد شهدت الفضة زيادة بنسبة 0.1% لتصل إلى 32.78 دولاراً للأوقية، فيما ارتفع البلاتين بنسبة 0.2% ليسجل 969.05 دولاراً.

هل تتساءل عن سبب اختلاف أداء البلاديوم عن بقية المعادن النفيسة؟ على عكس المعادن الأخرى، هبط البلاديوم بنسبة 0.7% ليستقر عند 964.75 دولاراً، مما يعكس تفضيلات مختلفة للمستثمرين بناءً على الاستخدامات الصناعية المتنوعة لهذه المعادن.

توقعات مستقبلية لسوق الذهب

مع استمرار التوترات الجيوسياسية والمخاوف من التضخم العالمي، يتوقع خبراء الاقتصاد أن يواصل الذهب أداءه القوي خلال الأشهر القادمة. وتشير التحليلات الفنية إلى أن تجاوز الذهب لمستوى 3350 دولاراً قد يفتح الباب أمام مزيد من الارتفاعات في المدى المتوسط، خاصة مع استمرار اللجوء إلى الملاذات الآمنة.

في ظل هذه المستويات التاريخية التي يسجلها الذهب، تبقى الأنظار متجهة نحو تحركات البنوك المركزية العالمية وتأثيراتها المحتملة على مستقبل أسعار الذهب في الفترة القادمة.