منذ إطلاقه في أواخر نوفمبر 2022، أصبح "شات جي بي تي" واحدًا من أبرز أدوات الذكاء الاصطناعي التي لاقت إقبالًا واسعًا حول العالم. ومع ذلك، وعلى الرغم من قدراته المذهلة في التواصل مع البشر وإنتاج محتوى متنوع، فإن هذا النموذج ليس خاليًا من العيوب والقيود التي قد تؤثر على دقته وأدائه.
1. مشكلات في الدقة
رغم أن "شات جي بي تي" يقدم إجابات دقيقة في معظم الأوقات، إلا أنه قد يفشل أحيانًا في تقديم نتائج صحيحة أو ذات صلة، خاصة في الحالات المعقدة. هذه المشكلة تظهر بشكل أكثر وضوحًا في الإصدار المجاني منه.
2. تحيز البيانات
يعتمد النموذج على كم هائل من البيانات المستخلصة من الإنترنت، والتي قد تحمل تحيزات موجودة في المجتمع. نتيجة لذلك، قد تعكس إجاباته أحكامًا مسبقة أو صورًا نمطية غير دقيقة.
- مثال: قد يفترض أن المهن مثل التمريض حكرًا على النساء، بينما الهندسة حكرًا على الرجال.
3. ضعف المنطق والاستدلال
على الرغم من قدرته على إنتاج نصوص سليمة لغويًا، إلا أن "شات جي بي تي" يعاني من ضعف في الفهم المنطقي والعلاقة السببية بين الأمور. وبالتالي، قد تكون إجاباته أحيانًا سطحية وغير متصلة بالسياق المطلوب.
4. نقص العمق في المعلومات
لا يوفر النموذج دائمًا تحليلات عميقة أو إجابات مفصلة. بدلاً من ذلك، قد يقدم ملخصات تحتوي على معلومات غير كاملة أو حتى خاطئة، مما يجعله غير مناسب للتعامل مع موضوعات تتطلب دقة عالية.
5. مخاوف أخلاقية
يفتقر "شات جي بي تي" إلى القدرة على اتباع المبادئ الأخلاقية التي يتبعها البشر. وقد يؤدي ذلك إلى إنتاج محتوى يعزز التمييز أو الصور النمطية السلبية. كما يجد صعوبة في التمييز بين المصادر الموثوقة وغير الموثوقة عند التعامل مع بيانات متضاربة.
6. أخطاء نحوية ولغوية
بينما يتمتع النموذج بقدرة على إنتاج نصوص طويلة ومفصلة، فإنه قد يرتكب أخطاء نحوية أو إملائية، خاصة عند التعامل مع جمل معقدة أو مواضيع متخصصة تتطلب دقة لغوية.
7. ردود غير مكتملة
عند طلب إنشاء محتوى طويل، مثل كتابة مقال، قد يفشل النموذج في إكمال المهمة ويكتفي بتكرار النقاط السابقة. هذا يحد من قدرته على تقديم محتوى شامل ومترابط.
8. غياب الإبداع الحقيقي
على الرغم من قدرته على إعادة توليد الأنماط الموجودة في بيانات التدريب، إلا أن "شات جي بي تي" يفتقر إلى الإبداع الحقيقي الذي يتميز به البشر. فهو لا يستطيع التفكير خارج الصندوق أو تقديم أفكار جديدة.
9. سوء فهم السياق
لا يمتلك النموذج القدرة على فهم السياقات الثقافية أو الاجتماعية المعقدة، مثل السخرية أو الفكاهة. كما يعجز عن استيعاب العلاقات السببية أو المشاعر الإنسانية التي تلعب دورًا كبيرًا في التواصل البشري.
10. تحديات اللغات المتعددة
على الرغم من دعمه لأكثر من 80 لغة، فإن أداء "شات جي بي تي" يتأثر عند التعامل مع اللغات التي تحتوي على بيانات تدريبية محدودة. كما يواجه صعوبة في فهم اللهجات المحلية مقارنة باللغات الرسمية.
11. عدم تحديث المعلومات
يعتمد النموذج على بيانات تم جمعها حتى تاريخ معين، مما يجعله غير قادر على التعامل مع الأحداث الجارية أو تقديم معلومات حديثة في مجالات مثل التكنولوجيا والطب.
12. غياب الذكاء العاطفي
لا يستطيع "شات جي بي تي" فهم المشاعر أو تقديم دعم عاطفي حقيقي. فهو يحاكي الكلام البشري دون أن يمتلك القدرة على التعاطف أو فهم التجارب الإنسانية المعقدة.
13. صعوبة إدارة المهام المتعددة
يعاني النموذج من عدم القدرة على التعامل مع طلبات متعددة في وقت واحد. عند تقديم عدة مهام معًا، يتعامل مع كل طلب بشكل مستقل، مما يحد من كفاءته في التعامل مع الطلبات المعقدة.
على الرغم من التحديات التي يواجهها "شات جي بي تي"، فإن هذه القيود لا تقلل من أهميته كأداة تقنية رائدة. ومع استمرار البحث والتطوير، يمكن تحسين أدائه ليصبح أكثر دقة ومرونة في المستقبل.