امريكا تقتل قيادات حوثية
غارات أمريكية تقتل قيادات حوثية كبيرة وخبراء دفاع جوي
كتب بواسطة: ليلى فهد |

 

شنت القوات الأمريكية، فجر اليوم، سلسلة غارات جوية مركزة استهدفت معسكرًا رئيسيًا تابعًا لجماعة الحوثي في ضواحي العاصمة اليمنية صنعاء، في تصعيد يُنذر بانفجار أوسع للأزمة في منطقة البحر الأحمر التي تشهد توترًا متصاعدًا منذ أسابيع.

وبحسب مصادر ميدانية وأمنية متطابقة، فإن الهجمات الجوية استهدفت معسكر "براش" الواقع في الجهة الشرقية من جبل نقم، وهو أحد أهم المواقع العسكرية للحوثيين في العاصمة، وأسفرت الضربات عن مقتل ما لا يقل عن 12 عنصرًا من الجماعة، بينهم قيادات عسكرية بارزة، بالإضافة إلى إصابة العشرات بجراح متفاوتة.

من أبرز القتلى الذين تم تأكيد هويتهم حتى الآن، النقيب أحمد عاصم أبو العز، الذي يشغل منصب قائد الدفاع الجوي في المعسكر المستهدف، ويعد أحد الأسماء المؤثرة في تشكيل منظومة الدفاع الجوي للجماعة. كما قُتل أبو زيد المؤيد، ضابط عمليات ميدانية معروف بعلاقاته المباشرة مع وحدات تطوير الأسلحة، إضافة إلى عبد الله الذاري، أحد أبرز الخبراء العاملين على تطوير وتحديث منظومة "فاطر 1"، وهي النسخة الحوثية المعدّلة من صواريخ الدفاع الجوي "سام 6" السوفياتية.

ورغم عدم صدور بيان رسمي عن جماعة الحوثي حتى لحظة إعداد هذا التقرير، إلا أن مصادر مقربة من الجماعة أكدت حالة استنفار قصوى في صفوفها، لا سيما في وحدات الدفاع الجوي ووحدات التوجيه الصاروخي، وسط توقعات برد انتقامي قد يطال السفن الدولية في البحر الأحمر، أو تنفيذ ضربات محددة عبر الطائرات المسيّرة ضد أهداف تابعة للتحالف.

تأتي هذه الغارات في ظل تصاعد الهجمات الحوثية على السفن التجارية في البحر الأحمر، والتي ازدادت وتيرتها منذ مطلع هذا العام، إذ تزعم الجماعة استهداف سفن "مرتبطة بإسرائيل أو الداعمين لها"، وهو ما قوبل بإدانات دولية متكررة، واعتبرته واشنطن تهديدًا مباشرًا لحرية الملاحة العالمية.

وفي هذا السياق، اعتبرت وزارة الدفاع الأمريكية في بيان مقتضب أن الغارات "استهدفت بنية تحتية عسكرية تستخدم في تنفيذ هجمات تهدد الملاحة الدولية"، مشيرة إلى أن العمليات تأتي ضمن "إطار الدفاع المشروع عن النفس وردع التهديدات الإقليمية".

تسلّط هذه الضربة الضوء مجددًا على منظومة "فاطر 1" التي تم تطويرها محليًا من قبل جماعة الحوثي باستخدام مكونات وأجزاء يُعتقد أنها إيرانية المنشأ. وتُعتبر المنظومة ذات مدى متوسط يصل إلى 24 كيلومترًا، وقادرة على استهداف طائرات على ارتفاعات تصل إلى 14 كيلومترًا. وقد أعلنت الجماعة منذ عام 2017 أنها أصبحت جزءًا من تسليح قواتها الجوية، وتستخدم المنظومة حاليًا في اعتراض الطائرات المسيّرة والطائرات الحربية للتحالف العربي.

ويرى خبراء عسكريون أن مقتل الذاري، أحد المشرفين على تشغيل وتطوير هذه المنظومة، سيؤثر سلبًا على كفاءة الدفاعات الجوية للحوثيين، وربما يعيق قدرتهم مؤقتًا على صد الهجمات الجوية، ما يجعلهم عرضة لمزيد من الغارات المركزة.