كشفت شركة "روكيد" الصينية، اليوم الأحد 4 مايو 2025، عن تفاصيل جديدة حول نظارات "روكيد إيه آر" التي أثارت ضجة واسعة في معرض "سي إي إس 2025" بمدينة هانغتشو، حيث تُعد هذه النظارات أول نظارة واقع معزز مزودة بنماذج لغوية كبيرة تدعم الذكاء الاصطناعي لتقديم ترجمة فورية، تتيح النظارة عرض الترجمة مباشرة على العدسات أثناء المحادثات أو قراءة النصوص، مما يسمح للمستخدمين بالتواصل بلغات مختلفة دون الحاجة إلى مترجم بشري، أظهرت تجربة ميدانية في هانغتشو ضيوفًا صينيين وفرنسيين يتحدثون بلغاتهم الأصلية، بينما تظهر الترجمة فوريًا على العدسات، مما أتاح حوارًا سلسًا وطبيعيًا.
وتتميز نظارات "روكيد إيه آر" بوزنها الخفيف الذي يبلغ 49 غرامًا فقط، وتعتمد على معالج "سناب دراغون إيه آر1"، مع شاشة أحادية اللون باللون الأخضر بسطوع 1500 شمعة لرؤية واضحة، كما تحتوي على كاميرا بدقة 12 ميغا بكسل وسماعات مدمجة عند الأذن لتقليل الضوضاء أثناء المكالمات أو الاستماع للموسيقى، يمكن للنظارة ترجمة النصوص المكتوبة، مثل اللافتات وقوائم الطعام، بالإضافة إلى توفير ميزات أخرى مثل عرض معلومات الطريق أثناء ركوب الدراجات، وتسجيل الفيديو، والتقاط الصور مع التعرف على الكائنات باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وقد أثارت هذه التقنية إعجاب المستخدمين في الأسواق الدولية، حيث تُعد أداة مثالية للمسافرين ورجال الأعمال الذين يواجهون تحديات التواصل في بيئات متعددة اللغات، أشار ميسا تشو مينغمينغ، مؤسس الشركة وموظف سابق في مجموعة علي بابا، إلى أن الهدف هو إزالة حواجز اللغة تمامًا، وأكد أن النظارة تدعم حاليًا لغات رئيسية مثل الصينية والإنجليزية والفرنسية، مع خطط لتوسيع قاعدة اللغات المشمولة، كما يتميز الجهاز بمنطقة حساسة للمس على الجانب الأيمن للوصول السريع إلى وظائف مثل تحديد الاتجاهات وقراءة الرسائل.
ويأتي إطلاق هذه النظارة وسط منافسة متزايدة في سوق التكنولوجيا القابلة للارتداء، حيث سبق أن أعلنت شركات مثل سوني عن نظارات مماثلة لترجمة الأفلام في دور السينما، لكن "روكيد إيه آر" تتفوق بقدرتها على الترجمة الصوتية الفورية، ومع ذلك، أثار المحللون تساؤلات حول تحديات مثل عمر البطارية والقبول الاجتماعي لمثل هذه الأجهزة، خاصة أن بعض المستخدمين قد يفضلون الاعتماد على تطبيقات الترجمة التقليدية، مثل ترجمة جوجل، بدلاً من ارتداء نظارة مخصصة.
وتُعد نظارات "روكيد إيه آر" خطوة كبيرة نحو مستقبل التواصل البشري، حيث تجمع بين الواقع المعزز والذكاء الاصطناعي لتقديم تجربة غامرة ومفيدة، ومع استمرار الشركة في تطوير تقنياتها، يتوقع أن تصبح هذه الأجهزة جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية، خاصة في السياحة والتعليم والأعمال الدولية، لكن يبقى السؤال: هل ستحل هذه التقنية محل الجهود التقليدية لتعلم اللغات، أم ستظل مجرد أداة مساعدة؟