ردّت وزارة الخارجية الإيرانية، الإثنين، على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي اتهم فيها طهران بالوقوف خلف الهجمات التي تنفذها جماعة الحوثي في اليمن ضد أهداف إسرائيلية، مؤكدة أن تلك الاتهامات لا أساس لها من الصحة وتهدف إلى "تضليل الرأي العام"، على حد وصفها.
وكان نتنياهو قد أعاد نشر منشور للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عبر منصة "إكس"، قال فيه إن هجمات الحوثيين "تنطلق من إيران"، مؤكداً أن إسرائيل "سترد في الزمان والمكان المناسبين على أسياد الحوثيين في طهران"، وفق تعبيره.
في المقابل، اعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية، في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية "إرنا"، أن تكرار هذه الاتهامات "يمثّل إهانة للشعب اليمني الشجاع والمظلوم"، مضيفة أن "نسب الأعمال الدفاعية التي ينفذها اليمنيون في مواجهة العدوان الإسرائيلي إلى إيران، هو تضليل متعمد يهدف إلى التغطية على الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني"، على حد وصفها.
وأضاف البيان أن "التحرك اليمني لدعم الشعب الفلسطيني ينبع من قرار مستقل يعكس شعورًا إنسانيًا بالتضامن، ولا علاقة له بأي توجيه خارجي"، مشددة على أن تكرار هذه المزاعم "يهدف إلى حرف الأنظار عن فشل إسرائيل في صد الهجمات، وعن الجرائم التي ترتكبها في غزة"، وفق تعبير البيان.
كما ندّدت الخارجية الإيرانية بالتهديدات التي أطلقتها كل من إسرائيل والولايات المتحدة مؤخرًا تجاه إيران، محمّلة الطرفين مسؤولية أي تداعيات محتملة، وقالت: "نعتبر أي تصعيد في الخطاب أو التحركات العسكرية ضد إيران بمثابة تهديد مباشر، وسنرد عليه بما تقتضيه المصلحة الوطنية والسيادة الإقليمية"، بحسب ما نقلته الوكالة.
ويأتي هذا التصعيد الكلامي عقب سقوط صاروخ باليستي، أطلق من الأراضي اليمنية، في محيط مطار بن غوريون الدولي قرب تل أبيب، مساء الأحد، وهو ما أكده مسؤولون إسرائيليون، مشيرين إلى أن الصاروخ تجاوز أنظمة الدفاع الجوي، وأحدث أضرارًا مادية وإصابات.
وتزامنت هذه الحادثة مع استمرار التصعيد في غزة، حيث تتواصل الضربات الجوية الإسرائيلية وسط تحذيرات أممية من كارثة إنسانية في القطاع، واتهامات متبادلة بين أطراف النزاع بشأن توسيع دائرة المواجهة إقليميًا.
ويثير تنامي دور الحوثيين في استهداف العمق الإسرائيلي قلقًا متزايدًا في تل أبيب، التي ترى في الهجمات الباليستية القادمة من اليمن تهديدًا غير تقليدي يعكس تحولات في خريطة الصراع في المنطقة، وهو ما يدفع المسؤولين الإسرائيليين نحو تحميل طهران مسؤولية مباشرة، في ظل وجود تحالف استراتيجي معروف بين إيران والجماعة اليمنية المسلحة.