سجلت شركة التعدين العربية السعودية "معادن" إنجازاً مالياً لافتاً في الربع الأول من عام 2025، حيث ارتفع صافي ربحها بنسبة 58% لتصل إلى 1.55 مليار ريال، مقارنة بـ 981.7 مليون ريال في الفترة المماثلة من العام السابق، وتعكس هذه النتائج المالية القوية قدرة الشركة على تجاوز تحديات السوق واستثمار الفرص المتاحة في قطاع التعدين، خاصة في ظل التقلبات العالمية التي شهدتها أسواق المعادن خلال الأشهر الماضية، كما تُظهر فعالية الاستراتيجيات التي تبنتها الشركة لتعزيز مكانتها كلاعب رئيسي في صناعة التعدين إقليمياً وعالمياً، وتأتي هذه النتائج لتؤكد مجدداً على الدور المحوري الذي تلعبه "معادن" في تنويع مصادر الدخل الوطني تماشياً مع رؤية المملكة 2030.
وفي تطور لافت للانتباه، كشفت البيانات المالية المعلنة على منصة "تداول السعودية" اليوم الثلاثاء أن الشركة نجحت في تحقيق تحول استثنائي على المستوى الفصلي، حيث عادت إلى مسار الربحية بعد أن كانت قد سجلت خسائر بلغت 105.64 مليون ريال خلال الربع الأخير من عام 2024، وتعزى هذه العودة القوية إلى الربحية إلى جملة من العوامل الإيجابية التي شهدتها الشركة، وعلى رأسها ارتفاع إجمالي الربح بمقدار لافت بلغ 778 مليون ريال وبنسبة نمو وصلت إلى 32%، ويأتي هذا التحسن الملحوظ في الأداء المالي نتيجة لارتفاع متوسط أسعار بيع المنتجات بالتزامن مع زيادة أحجام المبيعات، مما انعكس إيجاباً على الهوامش الربحية للشركة وعزز من قدرتها التنافسية في السوق المحلي والعالمي.
وأوضحت "معادن" في بيانها الرسمي أن الارتفاع الملحوظ في صافي الربح يعود أيضاً إلى عدة عوامل داعمة، أبرزها الزيادة في حصتها من صافي أرباح المشروعات المشتركة والمنشآت الزميلة، وهو ما يعكس نجاح استراتيجية الشراكات التي تتبناها الشركة واستثماراتها الذكية في مختلف المجالات، كما ساهم انخفاض تكاليف التمويل بشكل ملموس في تحسين الأداء المالي، إلى جانب تراجع صافي مصروفات الزكاة وضرائب الدخل ورسوم الامتياز، وتشير هذه المؤشرات مجتمعة إلى كفاءة سياسات إدارة التكاليف التي تطبقها الشركة وقدرتها على تحسين كفاءة العمليات التشغيلية في مختلف وحدات أعمالها، بما ينعكس إيجاباً على النتائج المالية النهائية ويعزز من قيمة استثمارات المساهمين.
وعلى صعيد الإيرادات، حققت "معادن" نمواً قوياً في إجمالي إيراداتها خلال الربع الأول من العام الجاري، حيث ارتفعت بمقدار 1.16 مليار ريال، وبنسبة نمو بلغت 16%، لتصل إلى 8.51 مليار ريال، مقارنة بنحو 7.34 مليار ريال في الفترة المماثلة من العام السابق، ويعزى هذا النمو الملحوظ في الإيرادات بصورة رئيسية إلى التحسن الذي شهدته أسعار بيع المنتجات عبر مختلف خطوط الإنتاج، فضلاً عن الزيادة في أحجام المبيعات لمعظم منتجات الشركة، باستثناء الألومنيوم الأساسي والذهب اللذين شهدا تراجعاً طفيفاً في كميات المبيعات، وتعكس هذه الأرقام نجاح الشركة في تنويع مصادر إيراداتها والاستفادة من التحسن التدريجي في أسواق السلع العالمية، وخاصة في قطاعات الفوسفات والمعادن الصناعية التي شهدت زخماً إيجابياً خلال الأشهر الأولى من العام الجاري.
وعلى الرغم من هذه النتائج الإيجابية، أشار البيان إلى وجود بعض العوامل التي قابلت جزئياً الزيادة في صافي الربح، ومن بينها ارتفاع المصاريف التشغيلية التي تأثرت بتوسع عمليات الشركة وزيادة أنشطتها، إلى جانب انخفاض دخل التمويل مقارنة بالفترة المماثلة من العام السابق، كما تجدر الإشارة إلى أن نتائج الربع الأول من عام 2024 كانت قد استفادت من مطالبة تأمين لمرة واحدة بقيمة 199 مليون ريال، وهو ما يعني أن النمو الحقيقي في الأرباح كان أكثر إيجابية مما تظهره الأرقام المطلقة، وتؤكد هذه التفاصيل على متانة الأسس المالية للشركة وقدرتها على تحقيق نمو مستدام في أرباحها، حتى مع استبعاد العناصر غير المتكررة، مما يبشر بآفاق واعدة لأداء الشركة خلال الفترة المتبقية من العام الجاري، خاصة مع التوقعات الإيجابية لأسواق المعادن عالمياً والطلب المتزايد على منتجات الشركة في الأسواق المحلية والإقليمية والدولية.