في تحرك جديد قد يعيد الأمل في تهدئة التوترات الاقتصادية بين أكبر اقتصادين في العالم، أعلنت مصادر مطلعة أن وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت سيلتقي نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ في مدينة لوزان السويسرية يومي السبت والأحد المقبلين، لمناقشة مستقبل العلاقات التجارية وسبل إنهاء التصعيد الذي بدأ منذ عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
يأتي هذا الاجتماع في وقت تزداد فيه الضغوط السياسية والاقتصادية على الجانبين، إذ لا تزال الرسوم الجمركية الباهظة التي فرضتها إدارة ترامب على السلع الصينية قائمة حتى اليوم، ما يثقل كاهل الشركات والمستهلكين على حد سواء، ويفرض أجواء من الغموض في الأسواق العالمية. ويتطلع المستثمرون والمراقبون إلى هذه القمة الثنائية بوصفها اختبارًا حاسمًا لمدى جدية الطرفين في التوصل إلى حل دائم للنزاع الذي ألقى بظلاله على الاقتصاد العالمي لسنوات.
ويحمل اللقاء المرتقب أهمية خاصة نظرًا لأنه أول تواصل مباشر من هذا المستوى منذ فترة، كما يأتي في أعقاب سلسلة من التصريحات الإيجابية التي صدرت مؤخرًا عن مسؤولي البلدين، والتي ألمحت إلى وجود رغبة متبادلة في إعادة بناء الثقة وتخفيف حدة التوترات، خصوصًا بعد أن أبدت واشنطن استعدادًا لمراجعة سياساتها التجارية بما يتماشى مع المصالح المشتركة والاستقرار الدولي.
وبحسب التحليلات الأولية، فإن هذا اللقاء قد يكون بداية لمسار تفاوضي جديد، لكنه يظل محفوفًا بالتحديات، إذ لا تزال ملفات شائكة مثل حماية الملكية الفكرية والدعم الحكومي للشركات الصينية تشكل نقاط خلاف يصعب تجاوزها بسهولة، إلا أن مجرد انعقاد الاجتماع يبعث برسالة طمأنة للأسواق ويؤكد أن الباب لا يزال مفتوحًا أمام الحلول الدبلوماسية.
ويترقب العالم نتائج هذه القمة بترقب شديد، في ظل استمرار النزاعات الاقتصادية في التسبب بتقلبات في سلاسل الإمداد وأسواق المال، ما يجعل أي تقدم في المحادثات حدثًا ذا تأثير واسع النطاق، ليس فقط على صعيد العلاقات الثنائية، بل على الاقتصاد العالمي ككل.