في خطبة مؤثرة ألقاها من رحاب المسجد الحرام، حثّ فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني المسلمين على اغتنام أعمارهم والتزود بالأعمال الصالحة، مذكراً إياهم بحقيقة الموت وزوال الدنيا. وأكد أن هذه الدنيا ليست سوى دار امتحان وابتلاء، وأن الموت نهاية كل حي، مما يستدعي الاستعداد لهذا المصير المحتوم بالتقوى والعمل الصالح.
دار الابتلاء والامتحان
أوضح إمام وخطيب المسجد الحرام في خطبته اليوم أن "الدنيا قد آذنت بصرم وولت حذاء، ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء يتصابها صاحبها". وبين أنها دار ابتلاء يُختبر فيها المؤمن بمختلف الظروف من "السراء والضراء والشدة والرخاء والصحة والمرض والغنى والفقر والشبهات والشهوات"، مستشهداً بقوله تعالى: "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ".
حتمية الموت وعدم التمييز
شدد الشيخ الجهني على أن الموت حقيقة لا مفر منها، قائلاً: "الموت حق لابد من ملاقاته، كتبه الله على الصغير والكبير والغني والفقير، لا يدفعه جاه أو سلطان ولا يرده مال ولا أعوان". وأشار إلى أننا نشاهد يومياً رحيل العديد من الآباء والأبناء والإخوة والأحبة، مؤكداً أن البقاء لو كُتب لأحد لكان للأنبياء والمرسلين.
دعوة للاستعداد والتزود بالصالحات
دعا فضيلته المسلمين إلى استحضار سكرات الموت ونزعات الروح، وتصور تلك اللحظات العصيبة عندما "تتشنج الأعضاء وينعقد اللسان ويشخص البصر"، حينها "لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم". وحثهم على الاستيقاظ من الغفلة والمسارعة إلى الأعمال الصالحة "قبل أن يعز الوصول"، وإعطاء الآخرة حقها كدار خلود، والدنيا حقها كدار متاع وممر.
وصايا عملية للمسلمين
ختم الشيخ الجهني خطبته بجملة من الوصايا العملية للمسلمين، منها:
- احتساب من مات من الأولاد والأقارب والأخلاء عند الله
- التعزي بعزاء الإسلام لا الجاهلية
- المبادرة بمحاسن الأعمال
- اغتنام الصحة قبل المرض، والشباب قبل الهرم، والفراغ قبل الشغل، والحياة قبل الموت
- كثرة ذكر الله وشكره والصدقة
- محاسبة النفس وإتباع السيئة بالحسنة
- العمل لما بعد الموت