في مشهد استثنائي يُبرز الاستعداد الكبير لاستقبال موسم حج هذا العام، ظهرت ساحات وصحن المطاف في المسجد الحرام بمكة المكرمة، مع أول أيام شهر ذي القعدة، خالية من الزحام المعتاد، حيث بدأ تنفيذ قرار منع دخول الأفراد غير الحاملين لتأشيرات الحج إلى الحرم المكي، بهدف تنظيم الحركة داخل المسجد، وتوفير بيئة مثالية وآمنة لضيوف الرحمن، مما انعكس إيجابياً على المظهر العام للمسجد، وأتاح للحجاج أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة، خاصة في منطقة المطاف التي كانت عادةً ما تشهد ازدحاماً شديداً.
وجاءت هذه الإجراءات التنظيمية في إطار الخطط المعدة بعناية من قبل الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية، التي تهدف إلى تسهيل حركة الحجاج خلال فترة الحج، وضمان أمنهم وسلامتهم، وتجنب أي ازدحامات قد تؤثر على أداء المناسك، حيث تم توجيه جميع العاملين في المسجد الحرام باتباع التعليمات الصارمة حول دخول وخروج الحجاج، وتقديم الإرشادات بشكل واضح ومتكرر لضمان استيعاب الإجراءات الجديدة من قِبل جميع الزائرين والحجاج.
وشملت الاستعدادات هذا العام زيادة في أعداد المنظمين والمشرفين في كافة أنحاء المسجد الحرام، لضمان تنفيذ التعليمات بشكل دقيق، بالإضافة إلى الاستعانة بأحدث التقنيات الذكية التي تساعد في رصد الحركة داخل وخارج المسجد، ما ساهم بشكل كبير في الحفاظ على تدفق سلس ومنظم للحشود، وتفادي أي عقبات كانت تُسجل في الأعوام السابقة، مما لاقى استحساناً وترحيباً من قبل الحجاج الذين أشادوا بالتنظيم الدقيق والجهود الكبيرة التي تبذلها السلطات السعودية.
من جانبهم، أكد المسؤولون عن تنفيذ هذه الإجراءات التنظيمية، أن الهدف الأساسي هو تحقيق أقصى درجات الراحة والسلامة للحجاج، وتقديم صورة مشرقة تليق بمكانة المملكة، من خلال تنظيم متكامل يسعى للحفاظ على الصحة العامة، خاصة في ظل استمرار الإجراءات الوقائية والاحترازية لمنع انتشار أي أمراض أو عدوى خلال فترة الحج، معتبرين أن نجاح هذه الإجراءات في يومها الأول مؤشر إيجابي لنجاح الخطة خلال الأيام القادمة التي ستشهد وصول أعداد أكبر من الحجاج.
هذا ومن المتوقع أن تستمر هذه الإجراءات التنظيمية المشددة طوال موسم الحج، مما يجعل المسؤولية مضاعفة على كافة القطاعات الخدمية والتنظيمية، في تأكيد واضح على قدرة المملكة على إدارة الحشود بكفاءة عالية، وتقديم نموذج مثالي يحتذى به في تنظيم أكبر تجمع بشري على مستوى العالم، في أجواء من الروحانية والسكينة.