حققت المملكة العربية السعودية إنجازًا نوعيًا في مجال البيانات المفتوحة، بعد أن صعدت 28 مرتبة في التصنيف العالمي لمؤشر "مخزون البيانات المفتوحة لعام 2024" الصادر عن منظمة "Open Data Watch"، لتحتل المركز 41 عالميًا من بين 197 دولة، ما يعكس قفزة استراتيجية في مسار الشفافية الرقمية والتنمية المستندة إلى البيانات.
ويعد هذا الإنجاز الوطني تتويجًا لجهود المملكة المتواصلة في تعزيز منظومة البيانات الإحصائية، حيث ارتقت السعودية ضمن دول مجموعة العشرين من المرتبة 15 إلى المرتبة 9، متقدمة إلى مصاف الدول العشر الأوائل في أحد أهم المؤشرات العالمية التي تقيس نضج الحكومات في إتاحة البيانات الرسمية وشفافيتها.
ويعتمد التقرير الصادر عن المنظمة الدولية على مقياسين رئيسيين هما "درجة التغطية" التي تعكس شمول وتنوع الإحصاءات الرسمية، و"درجة سهولة الوصول" التي تقيس مدى إتاحة البيانات للمستخدمين وقابليتها للاستخدام والتحليل، وقد سجلت المملكة تقدمًا بواقع 16 نقطة في التغطية، و15 نقطة في سهولة الوصول، مما أسهم في رفع الدرجة الإجمالية بنسبة 143% مقارنة بنتائج عام 2017.
وأشادت منظمة "Open Data Watch" في تقريرها الرسمي بمسار التقدم الذي حققته السعودية، معتبرةً أن ما تحقق هو ثمرة لمبادرات نوعية واستراتيجيات استباقية نفذتها المملكة، في إطار رؤيتها الوطنية الطموحة 2030، التي تضع التحول الرقمي واستثمار البيانات في صلب أولوياتها الاقتصادية والتنموية.
ويقود هذا التقدم الهيئة العامة للإحصاء، التي شكّلت العمود الفقري لمنظومة العمل الإحصائي في المملكة، من خلال تطوير المنتجات الإحصائية، وإطلاق مؤشرات استراتيجية داعمة لرؤية المملكة، والتوسع في توفير البيانات المفتوحة عبر منصات رقمية محدثة، تُيسّر الوصول للمعلومات وتُعزز من وعي المجتمع بمكانة البيانات كركيزة أساسية للتنمية والابتكار.
كما قامت الهيئة بتعزيز بنيتها التحتية التقنية لتمكين الجهات الحكومية والقطاع الخاص والباحثين من استثمار البيانات الرسمية في التخطيط الاستراتيجي وصنع القرار، إلى جانب نشر ثقافة الشفافية والمساءلة المستندة إلى الأرقام، ما ساعد على بناء بيئة معرفية جاذبة وداعمة لاستقطاب الاستثمارات ومواكبة التحولات الرقمية المتسارعة.
ويؤكد هذا الإنجاز المتقدم المكانة المتنامية للسعودية كمركز إقليمي وعالمي في مجال البيانات الرسمية، مما يدعم الاقتصاد المعرفي، ويعزز مصداقية المملكة في المحافل الدولية، ويمنحها دورًا مؤثرًا في تشكيل مستقبل التحول الرقمي على مستوى المنطقة والعالم.