شهدت أسواق السلع العالمية اليوم، الثلاثاء، موجة ارتفاع لافتة في أسعار الذهب والنفط، في استجابة مباشرة لسلسلة من التطورات السياسية والاقتصادية المؤثرة، إذ عاد الذهب للّمعان بقوة مع اقترابه من أعلى مستوى له في أسبوعين، بينما انتفض النفط من أدنى مستوياته المسجلة منذ أربع سنوات مدفوعًا بعمليات شراء فنية واستجابة لقرارات مجموعة أوبك+ المتعلقة بالإنتاج.
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.4% ليصل إلى 3380.92 دولارًا للأونصة، فيما قفزت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 2% لتسجل 3389.90 دولارًا، ويأتي هذا الصعود مدفوعًا بزيادة الطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن، في ظل تصاعد المخاوف من تداعيات الإجراءات الحمائية التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي بدأت بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على جميع الأفلام المنتجة خارج الولايات المتحدة، وتهديده بفرض رسوم إضافية على الأدوية خلال الأسبوعين المقبلين.
في المقابل، ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 1% بعد أن شهدت الجلسة السابقة خسائر كبيرة نتيجة قرار أوبك+ تسريع وتيرة زيادة الإنتاج، وهو ما أثار قلق الأسواق بشأن اتساع فجوة الفائض في المعروض العالمي، ورغم هذا القلق، صعدت العقود الآجلة لخام برنت 92 سنتًا لتصل إلى 61.15 دولارًا للبرميل، بينما ارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 89 سنتًا لتسجل 58.02 دولارًا للبرميل، وذلك بحلول الساعة 03:09 صباحًا بتوقيت غرينتش.
وكان الخامان القياسيان قد أنهيا تداولات الاثنين عند أدنى مستوى لهما منذ فبراير 2021، متأثرين بقرار أوبك+ الذي صدر الأحد الماضي بزيادة الإنتاج في يونيو المقبل بمقدار 411 ألف برميل يوميًّا، للثاني على التوالي، مما فاقم من حالة القلق حيال تخمة المعروض خاصة في ظل تباطؤ الطلب العالمي.
وأشار ييب جون رونج، محلل السوق في شركة "آي. جي"، إلى أن الانتعاش الذي شهده النفط اليوم هو انتعاش فني أكثر منه تعبير عن تحسّن أساسي في السوق، مشيرًا إلى أن المخاطر لا تزال ماثلة، بدءًا من السياسة الإنتاجية لأوبك+، مرورًا بالضبابية المتعلقة بالطلب العالمي، وصولًا إلى تأثيرات الرسوم الجمركية الأمريكية على ثقة المستثمرين وتوقعات النمو الاقتصادي.
أما بالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، فقد سارت على نهج الذهب، إذ ارتفعت الفضة بنسبة 1.5% إلى 32.99 دولارًا للأونصة، وزاد البلاتين بنسبة 1.3% مسجلًا 971.24 دولارًا، في حين صعد البلاديوم بنسبة 0.5% ليصل إلى 945.75 دولارًا، مدعومة جميعها بزيادة الإقبال الاستثماري والتحوط ضد التقلبات الجيوسياسية، وسط ترقّب الأسواق لاجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي غدًا الأربعاء، والذي يُنتظر أن يصدر خلاله قرارًا حاسمًا بشأن أسعار الفائدة.