في إطار جهودها المستمرة لحفظ الأرواح وتقليل معدلات الحوادث على الطرق، جددت الإدارة العامة للمرور في المملكة العربية السعودية تحذيراتها لقائدي المركبات، داعية إلى تجنب القيادة في أثناء هطول الأمطار قدر الإمكان، والتزام أقصى درجات الحذر والانتباه في حال الضرورة القصوى للقيادة.
وأكدت الإدارة، عبر منشور توعوي نشرته على حسابها الرسمي بمنصة «إكس»، أن هطول الأمطار يجعل الطرق غير مستقرة ويزيد من احتمالية فقدان السيطرة على المركبة، الأمر الذي قد يتسبب في وقوع حوادث مرورية خطيرة.
وأشارت إلى أن اتخاذ الحيطة أثناء القيادة وقت الأمطار لا يندرج تحت الإجراءات الاختيارية، بل هو ضرورة تفرضها ظروف الطقس المتغيرة وتأثيرها المباشر على سلامة مستخدمي الطريق.
أوضحت الإدارة العامة للمرور أن الطرق المبللة بفعل الأمطار تتحول إلى أسطح انزلاقية تقلل من كفاءة الاحتكاك بين الإطارات والطريق، وهو ما يؤدي إلى زيادة مسافة التوقف، واحتمالية انحراف السيارة أو فقدان السيطرة عند استخدام المكابح أو تغيير الاتجاهات بسرعة.
كما أكدت أن السرعة الزائدة أثناء المطر من أبرز مسببات الحوادث، لكونها تقلل من وقت رد الفعل وتزيد من احتمالية الاصطدام في حال حدوث طارئ مفاجئ.
وضمن جهودها التوعوية، شددت إدارة المرور على مجموعة من الإرشادات والإجراءات الوقائية التي ينبغي على السائقين اتباعها عند اضطرارهم للقيادة في الأجواء الماطرة، ومن أبرزها: التأكد من سلامة الإطارات ومسّاحات الزجاج الأمامي قبل القيادة، تشغيل المصابيح الأمامية لتحسين الرؤية وزيادة وضوح المركبة للآخرين، تجنب استخدام المكابح بشكل مفاجئ، واستخدام ناقل الحركة لتقليل السرعة تدريجيًا، الابتعاد عن برك المياه التي قد تخفي حفرًا أو أضرارًا في الطريق.
وفي رسالتها التوعوية، شددت الإدارة العامة للمرور على أن الالتزام بالأنظمة والتعليمات هو العامل الأساسي للحفاظ على سلامة السائق والركاب ومستخدمي الطريق الآخرين، وأضافت أن القيادة المتهورة أو التهور في تجاوز المركبات خلال الطقس السيئ لا يعرض السائق فقط للخطر، بل يهدد حياة الآخرين أيضًا.
وأوضحت أن الإجراءات التي يتم اتخاذها من قِبل الجهات الأمنية في موسم الأمطار ليست تدابير احترازية فحسب، بل هي إجراءات مُقنّنة تستند إلى تجارب وإحصائيات سابقة تؤكد أن غالبية الحوادث المرورية خلال المواسم الممطرة ناتجة عن تجاوزات يمكن تجنبها بالتقيد بالإرشادات.
يأتي هذا التحذير ضمن حملة توعوية شاملة تنفذها إدارة المرور بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة مثل الدفاع المدني، والهلال الأحمر، وهيئة الأرصاد، بهدف رفع مستوى الوعي المجتمعي حول مخاطر القيادة في الأجواء المتقلبة.
كما تعمل الإدارة بشكل استباقي على نشر نقاط مرورية إضافية، ومتابعة حالة الطرق، وتوجيه الحركة المرورية في المناطق المتضررة من الأمطار أو السيول، إضافة إلى استخدام منصاتها الرقمية لتزويد الجمهور بالمعلومات الدقيقة أولًا بأول.
وتُظهر الإحصائيات أن الحوادث الناجمة عن القيادة في الأمطار تشكل نسبة لا يُستهان بها من إجمالي الحوادث المرورية السنوية، ما يعزز أهمية التزام الجميع بتوجيهات السلامة المرورية.
وفي ختام تحذيرها، أكدت الإدارة العامة للمرور أن السلامة المرورية مسؤولية مجتمعية مشتركة، تبدأ من سلوكيات السائق الفردية وتمتد إلى البنية التحتية والتوعية الإعلامية المستمرة.
ودعت الإدارة جميع السائقين إلى أن يكونوا قدوة في القيادة الآمنة، خاصة في ظروف الطقس القاسية، وأن يضعوا سلامتهم وسلامة من حولهم فوق كل اعتبار.
