في خطوة جديدة تُعزز من كفاءة شبكة النقل العام داخل العاصمة، أعلنت الهيئة الملكية لمدينة الرياض عن بدء التشغيل الرسمي لثلاث محطات جديدة ضمن المسار البرتقالي (الخط الثالث) من قطار الرياض، وذلك اعتبارًا من يوم السبت، في تطور يُعد بمثابة دفعة قوية نحو تحسين تجربة التنقل لسكان مدينة الرياض وزوارها، والمحطات الثلاث التي تم افتتاحها رسميًا هي: محطة الملز، محطة جامع الراجحي، محطة خشم العان.
وتأتي هذه الخطوة في إطار خطة شاملة تهدف إلى رفع كفاءة النقل العام وتخفيف الازدحام المروري، وتوفير خيارات تنقّل أكثر سهولة وأمانًا وراحة، تواكب التوسع العمراني والنمو السكاني في المدينة.
ويمثّل المسار البرتقالي أحد أبرز خطوط مشروع قطار الرياض، كونه الخط الثالث الذي يمتد بطول 40.7 كيلومترًا، ويأخذ محورًا استراتيجيًا على امتداد طريق المدينة المنورة حتى طريق الأمير سعد بن عبدالرحمن الأول، ويمر هذا المسار بعدد من الأحياء السكنية والتجارية الحيوية، ما يجعله من أكثر المسارات استخدامًا مستقبليًا.
يُذكر أن مشروع قطار الرياض الضخم يتكوّن من 6 مسارات رئيسية، بطول إجمالي يتجاوز 176 كيلومترًا، ويتضمن 85 محطة موزعة بعناية لتغطي مختلف أنحاء العاصمة، ومن بينها 4 محطات رئيسية صُممت بمواصفات عالمية لتكون وجهات متعددة الاستخدامات، تجمع بين الوظائف التنقلية والخدمات التجارية والثقافية، إضافة إلى جماليات التصميم المعماري الذي يعكس روح الحداثة والابتكار.
وقد أوضح المهندس فهد العمير، مدير المشروع في قطار الرياض، أن المسار الرابع يمتد بطول 30 كيلومترًا، مشيرًا إلى أهمية هذا التوسع في ربط الأحياء الشرقية بالغربية، وتحقيق انسيابية في التنقل بين أطراف المدينة.
ولم تكتفِ الهيئة بالإعلان عن المحطات الجديدة، بل كشفت أيضًا عن اسم بطاقة شبكة النقل العام الجديدة في الرياض، والتي ستكون الأداة الرسمية المعتمدة للتنقل عبر جميع وسائط النقل العام داخل العاصمة، ما يسهم في توفير تجربة ذكية ومتكاملة للمستخدمين.
ويعكس هذا التقدم في مراحل تشغيل قطار الرياض التزام الحكومة السعودية بتوفير بنية تحتية متطورة تواكب رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى رفع جودة الحياة في المدن السعودية، وتشجيع السكان على استخدام وسائل النقل الجماعي، وتقليل الاعتماد على السيارات الخاصة، وبالتالي خفض معدلات التلوث والانبعاثات الكربونية.
ويُتوقع أن تسهم هذه المحطات الجديدة في تحسين ربط الأحياء السكنية بالمناطق التجارية والمراكز الخدمية، كما ستلعب دورًا كبيرًا في تسهيل تنقل الزوار والسياح داخل الرياض، خصوصًا مع تزايد الفعاليات والمهرجانات الثقافية والرياضية التي تستضيفها العاصمة بشكل منتظم.
ومن الجدير بالذكر أن الهيئة الملكية لمدينة الرياض تولي اهتمامًا بالغًا بتجربة المستخدم، حيث تم تجهيز المحطات الجديدة بجميع الخدمات اللازمة، من مواقف للسيارات، وأماكن انتظار مريحة، وأنظمة تذاكر إلكترونية متطورة، بالإضافة إلى التقنيات الذكية لمراقبة الأداء وضمان السلامة العامة.
وتُعد هذه الخطوة امتدادًا لسلسلة من الإنجازات المتتالية التي يشهدها مشروع قطار الرياض، والذي يهدف في النهاية إلى تقديم شبكة نقل حضرية متكاملة ومستدامة، تُسهم في رفع مستوى المعيشة وتدعم التطور الاقتصادي للمدينة.