السعودية دوليًا
السعودية تحلق دوليًا: انتخبت بالإجماع لتمثيل العرب في مجلس الطيران العالمي
كتب بواسطة: فاتن حامد |

في خطوة تعكس المكانة الدولية المتصاعدة للمملكة العربية السعودية في مجال الطيران المدني، انتخبت المملكة بالإجماع ممثلة عن المجموعة العربية في عضوية مجلس منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو)، وذلك خلال أعمال الجمعية العامة الاستثنائية الثلاثين للمنظمة العربية للطيران المدني، والتي استضافتها العاصمة المغربية الرباط.

وجاء هذا الانتخاب بالإجماع ليكرّس الثقة الإقليمية والعالمية في المملكة، ويعكس عمق الدور الذي تلعبه في دعم وتطوير صناعة النقل الجوي، لاسيما في ظل التحولات الكبرى التي يشهدها القطاع محليًا وإقليميًا وعالميًا، وقد عبّرت الوفود العربية عن دعمها الكامل لترشح المملكة، مؤكدة أن اختيارها جاء بناءً على مؤهلاتها المتقدمة في مجال السلامة الجوية، والتشريعات الحديثة، والبنية التحتية المتطورة.

وتعد عضوية مجلس "الإيكاو" إحدى أبرز المناصب الدولية في قطاع الطيران، وتفتح الباب أمام تأثير أكبر في وضع السياسات والمعايير الدولية التي تنظّم الطيران المدني حول العالم.

وسيتم اعتماد انتخاب المملكة رسميًا خلال الدورة القادمة للجمعية العمومية لمنظمة الإيكاو، المقرّر عقدها في مقر المنظمة بمدينة مونتريال الكندية خلال الفترة من 23 سبتمبر إلى 3 أكتوبر 2025م، حيث سيُصار إلى اعتماد التشكيلة النهائية لمجلس الإدارة، وسط ترقب واسع من قبل الدول الأعضاء والمنظمات الدولية المعنية.

من جانبه، عبّر وزير النقل والخدمات اللوجستية المهندس صالح بن ناصر الجاسر، الذي ترأس وفد المملكة في اجتماع الرباط، عن فخره واعتزازه بهذا الإنجاز الذي يعكس ثقة الدول العربية في الدور الريادي للسعودية في صناعة الطيران المدني، وأشاد الوزير بالدعم الكبير الذي يحظى به القطاع من قبل القيادة الرشيدة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.

وأكد الجاسر أن هذا التمثيل العربي على مستوى مجلس الإيكاو لا يُعد مجرّد منصب دولي، بل يُجسد مكانة المملكة كنموذج يُحتذى به في التنظيم، والتخطيط، والابتكار في مجال النقل الجوي، فضلًا عن مساهمتها الفعالة في العديد من المبادرات الإقليمية والدولية.

ويأتي هذا الإنجاز في ظل استراتيجية شاملة تتبناها المملكة لتطوير قطاع الطيران المدني ضمن أهداف رؤية السعودية 2030، والتي تهدف إلى تحويل المملكة إلى مركز لوجستي عالمي يربط القارات الثلاث، وزيادة عدد المسافرين إلى 330 مليون مسافر سنويًا، بالإضافة إلى مضاعفة عدد الوجهات الدولية من المطارات السعودية إلى أكثر من 250 وجهة حول العالم.

ويُشكل قطاع الطيران المدني أحد الأعمدة الاستراتيجية لتحقيق النمو الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل، إلى جانب كونه ركيزة أساسية في دعم قطاعات السياحة، الحج والعمرة، والنقل الدولي.

وأكد الوزير الجاسر في كلمته خلال الجمعية العامة أهمية تعزيز التعاون العربي المشترك في صناعة النقل الجوي، مشددًا على ضرورة التنسيق المستمر بين الدول العربية لتوحيد الجهود وتعزيز التكامل في مجالات السلامة الجوية، والتدريب، وتبادل المعلومات، بما يضمن تطوير هذا القطاع الحيوي في ظل التحديات والمتغيرات الدولية المتسارعة.

كما جدّد التزام المملكة الكامل بدعم الدول العربية الشقيقة في بناء قدراتها الفنية والتشريعية، وتمكينها من الوفاء بمتطلبات المنظمات الدولية، وذلك انطلاقًا من دورها القيادي في محيطها العربي والإسلامي.

واختتم الوزير تصريحه بالتأكيد على أن المملكة لن تدخر جهدًا في دعم العمل العربي والدولي المشترك، انسجامًا مع توجيهات حكومة خادم الحرمين الشريفين، وسعيها الدائم إلى إرساء أسس التعاون البناء بين الدول، لا سيما في المجالات الحيوية مثل الطيران المدني الذي يُعد عنصرًا رئيسيًا في التنمية المستدامة والربط الحضاري والاقتصادي بين الشعوب.