في إطار الجهود الأمنية المكثفة التي تنفذها الجهات المعنية لتنظيم موسم الحج وضمان التزام الجميع بالأنظمة والتعليمات المعتمدة، أعلنت قوات أمن الحج عن ضبط مقيم من الجنسية الهندية حاول التسلل إلى مدينة مكة المكرمة بمركبة مخصصة لنقل المرضى، وعلى متنها أربعة مخالفين لأنظمة وتعليمات الحج، من بينهم ثلاثة مقيمين ووافد لا يحملون تصاريح رسمية لأداء مناسك الحج.
وبحسب التفاصيل التي كشفت عنها الجهات الأمنية، فقد تم إيقاف المركبة عند إحدى نقاط التفتيش الأمنية المؤدية إلى مكة المكرمة، حيث أظهرت عمليات التحقق أن السائق استغل المركبة ذات الاستخدام الإنساني لنقل المخالفين في محاولة للتمويه على الجهات المختصة، وتجاوز الإجراءات التنظيمية المتبعة في موسم الحج.
ويُعد استخدام مركبة إسعاف أو مركبة مخصصة لنقل المرضى في هذا السياق انتهاكًا صارخًا للأنظمة، لما يحمله من مخاطر تتعلق بتضليل رجال الأمن واستغلال المظهر الإنساني للمركبة، إضافة إلى عرقلة الجهود المبذولة لتأمين وصول الحجاج النظاميين إلى المشاعر المقدسة دون تكدس أو مخالفات.
وأكدت قوات أمن الحج أن الجهات المختصة تعاملت مع الواقعة وفق الإجراءات القانونية المعتمدة، حيث تم ضبط السائق والمخالفين، وإحالتهم إلى اللجنة الأمنية المختصة، لتطبيق العقوبات الرادعة المنصوص عليها في أنظمة وتعليمات الحج.
وشددت القوات على أن الالتزام بالحصول على تصريح الحج شرط أساسي لدخول مدينة مكة المكرمة خلال موسم الحج، وهو جزء لا يتجزأ من المنظومة الأمنية والتنظيمية التي تهدف إلى حماية ضيوف الرحمن وضمان أداء المناسك بسلاسة ويسر.
كما حذّرت الجهات المعنية كل من تسوّل له نفسه مساعدة المخالفين أو نقلهم أو التستر عليهم، مؤكدة أن العقوبات تشمل السجن، والغرامات المالية، والمصادرة، والترحيل، وفق ما تضمنته الأنظمة الجديدة التي أُعلنت مع بدء موسم الحج.
وتأتي هذه الضبطية في إطار الحملات الميدانية الواسعة التي تنفذها قوات أمن الحج بالتعاون مع مختلف القطاعات الأمنية والحكومية، وفي مقدمتها وزارة الداخلية، وزارة الحج والعمرة، وهيئة الهلال الأحمر، والهيئات التنظيمية المعنية بتصاريح الدخول، حيث يتم العمل وفق خطط أمنية محكمة تشمل نقاط التفتيش، والمراقبة التقنية، والدوريات الأمنية، والمعلومات الاستخباراتية المسبقة.
كما تُعد عمليات ضبط المخالفين جزءًا من استراتيجية متكاملة تهدف إلى تحقيق أقصى درجات الانضباط والشفافية في تنظيم موسم الحج، وضمان عدم التسلل العشوائي الذي قد يؤدي إلى التكدس والإضرار بالبنية التحتية للخدمات المقدمة في المشاعر.
وجهت قوات أمن الحج رسالة واضحة لجميع المواطنين والمقيمين والوافدين مفادها أن "موسم الحج ليس مجالًا للتجاوز أو التحايل"، وأن النظام سيطبق بكل حزم على الجميع دون استثناء، ودعت الجميع إلى الامتثال للتعليمات الرسمية، والابتعاد عن أي ممارسات تهدد أمن الحجيج أو تعرقل سير التنظيمات المتبعة.
جدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية تولي أهمية بالغة لتنظيم موسم الحج وفقًا لأعلى معايير الأمن والسلامة، وتُسخّر إمكانياتها كافة لخدمة ضيوف الرحمن، ويُعد دور قوات أمن الحج محوريًا في هذا السياق، لا سيما في ما يتعلق بضبط المخالفات، ومنع التسلل، وحماية المشاعر من أي اختلال تنظيمي.
وتستند هذه الجهود إلى رؤية أمنية استراتيجية تؤمن بأن تنظيم الحج ليس مسؤولية جهة واحدة، بل هو منظومة وطنية متكاملة تتشارك فيها مختلف القطاعات لخدمة أكثر من مليون حاج سنويًا.