تواجه إدارة نادي الهلال السعودي، بقيادة فهد بن نافل، أزمة صامتة لكنها تتفاقم تدريجيًا، على خلفية القرار المتعلق بتجديد عقد المدافع الدولي المخضرم علي البليهي، أحد الأعمدة الدفاعية للفريق الأول لكرة القدم، وأحد أبرز القادة داخل غرفة الملابس.
ورغم أن البليهي، البالغ من العمر 36 عامًا، لا يزال يحظى بثقة فنية تؤهله للاستمرار ضمن تشكيلة المدرب، إلا أن مستواه الفني خلال الموسم الرياضي الجاري أثار موجة من الانتقادات الواسعة من جانب جماهير "الزعيم"، خصوصًا مع تكرار أخطائه في المباريات المصيرية، والتي كلّفت الفريق فقدان نقاط ثمينة في سباق البطولات.
البليهي خاض حتى الآن 36 مباراة مع الهلال هذا الموسم في مختلف البطولات، وتمكن من تسجيل 5 أهداف، دون أن يسجل أي تمريرات حاسمة، ورغم هذه الأرقام، فإن جماهير الهلال ترى أن أداءه في الجانب الدفاعي، وهو تخصصه الأساسي، لم يعد مقنعًا، خاصة أمام الفرق الكبرى محليًا وقاريًا.
بحسب الإعلامي السعودي ماجد هود، الذي كان ضيفًا على برنامج "دورينا غير" عبر الفضائية السعودية، فإن إدارة الهلال قد أتمّت بالفعل اتفاقها مع البليهي لتجديد عقده لمدة موسمين إضافيين، ومع ذلك، فضّلت الإدارة تأجيل الإعلان الرسمي عن الصفقة، تحسبًا لردود الأفعال الجماهيرية الغاضبة.
وقال هود: "علي البليهي وقّع على عقد التجديد منذ شهرين، والإدارة تماطل في إعلان الأمر لاعتبارات جماهيرية، في ظل الأصوات المطالبة بعدم التجديد له بسبب تراجع أدائه في الآونة الأخيرة".
ورغم الانتقادات الموجهة للبليهي، إلا أن الإدارة الفنية للفريق ترفض التفريط فيه في المرحلة الحالية، حيث ترى أنه يشكل عنصرًا مهمًا من عناصر الخبرة داخل الفريق، خاصة في ظل وجود أسماء شابة بحاجة إلى من يقودها داخل الملعب وخارجه.
وفي الوقت نفسه، تنقسم جماهير الهلال بين من يطالب بتجديد الدماء في الخط الخلفي، ومن يرى أن استمرار البليهي ضرورة ملحّة في ظل غياب البديل السعودي الذي يمتلك خبرته القارية والدولية.
بدأ الجدل حول مستوى البليهي يتصاعد بعد عدة مباريات هامة شهدت أخطاء فردية مؤثرة من جانبه، أبرزها في بطولة دوري أبطال آسيا، وفي بعض لقاءات دوري روشن التي كان الفريق بحاجة ماسة إلى نتيجة إيجابية فيها للحفاظ على صدارة الترتيب.
وتشير الأوساط الفنية إلى أن البليهي، رغم حماسه الكبير وروحه القتالية، بدأ يعاني من بطء نسبي في رد الفعل، وارتباك في التمركز الدفاعي، وهو أمر طبيعي في ظل تقدمه بالعمر، لكنه قد ينعكس سلبًا على أداء الفريق ككل.
تسري تكهنات بأن الإدارة قد تربط تجديد البليهي بشروط تتعلق بأدواره داخل الفريق، بما في ذلك إمكانية تقليص عدد مشاركاته، أو التركيز على تأهيله ليلعب دورًا قياديًا من خارج الملعب مستقبلًا، تمهيدًا لمرحلة ما بعد الاعتزال.
ويأتي ذلك في إطار سياسة الهلال التي تعتمد على التدرج في تجديد الفريق، وعدم إحداث تغييرات جذرية تؤثر على توازن المنظومة الفنية.
يستعد الهلال لمواجهة مهمة أمام العروبة، مساء الإثنين، على ملعب "المملكة أرينا"، ضمن منافسات الجولة 31 من دوري روشن السعودي، ومن المتوقع أن يشارك البليهي في التشكيلة الأساسية، مما يجعل الأنظار تتجه إليه مجددًا، في اختبار جديد لقدرته على تجاوز الضغوط واستعادة ثقة الجماهير.
ويأمل الفريق الأزرق في استكمال موسمه بقوة، خصوصًا بعد أن فقد فرصة التتويج بلقب دوري أبطال آسيا، ما يجعل الدوري المحلي والبطولات الأخرى أهدافًا رئيسية لإنقاذ موسمه.
يبقى ملف علي البليهي مفتوحًا بين إدارة الهلال وجماهيره، إذ يمثّل التجديد له مسألة فنية وإدارية بامتياز، ولكنها تحمل أيضًا أبعادًا جماهيرية ونفسية، وفي ظل الأداء المتذبذب لبعض اللاعبين الكبار في السن، يبدو أن الهلال بات مطالبًا بموازنة دقيقة بين الوفاء للنجوم التاريخيين، وتجديد الدماء لتحقيق التنافسية المستدامة.