مع تواصل النتائج السلبية لنادي النصر السعودي في الموسم الحالي، تزداد المخاوف بشأن مستقبل الفريق في ظل الصعوبات التي يواجهها على مختلف الأصعدة، فقد بات الفريق على أعتاب الخروج من الموسم الحالي دون أن يحقق أي بطولات، حيث ودع دوري أبطال آسيا، وكأس خادم الحرمين الشريفين، كما يبتعد بشكل كبير عن المنافسة على لقب دوري روشن السعودي.

وتكشف الأزمات المستمرة داخل الفريق عن حالة من التخبط الإداري والفني، وهو ما يزيد من تعقيد الوضع في النادي الذي كان يسعى إلى استعادة أمجاده وتحقيق الألقاب على الصعيدين المحلي والقاري، ومع تصاعد هذه المشاكل، يكشف الإعلامي السعودي علي العنزي عن تفاصيل جديدة تتعلق بالأزمة الإدارية داخل النادي، حيث أشار إلى أن هناك خلافات واضحة بين المدرب الإيطالي ستيفانو بيولي، والمدافع الإسباني إيميريك لابورت، ما يهدد استقرار الفريق في هذه الفترة الحرجة.

من أبرز المشاكل التي تواجه نادي النصر في الوقت الراهن هي الأزمة بين المدرب ستيفانو بيولي ولاعبه إيميريك لابورت، فقد قرر المدرب الإيطالي استبعاد لابورت من قائمة الفريق لمباراة الكلاسيكو أمام الاتحاد، ولكن ليس بسبب مشاكل فنية تتعلق بمستوى اللاعب أو أدائه، بل بسبب خلافات "شخصية" بين الطرفين، ويرتبط هذا الخلاف بشكل كبير بالقناعات الفنية وطريقة تفكير المدرب الإيطالي.

وعن هذه الأزمة، كشف الإعلامي علي العنزي، خلال مشاركته في برنامج "دورينا غير" على الفضائية السعودية، عن وجود مشكلة واضحة بين بيولي ولابورت، مشيرًا إلى أن هذه الأزمة ليست الوحيدة، بل هي انعكاس للتخبط الإداري الذي يعاني منه النادي حاليًا، وأوضح العنزي أن الوضع في النصر يزداد تعقيدًا بسبب غياب شخصيات محورية قادرة على حل هذه الأزمات، لافتًا إلى أن الفريق يفتقد لمدير كرة قوي يدير الأمور الفنية والإدارية بشكل جيد.

أشار العنزي إلى أن نادي النصر يواجه مشكلة في إدارة شؤون الفريق بسبب غياب شخصيات قيادية قادرة على التدخل وحل الخلافات بين المدرب ولاعبيه، وذكر أن الفريق يمتلك مدير كرة أوكراني يُدعى يوجن، لكن هذا الشخص يبدو غير معروف لدى جمهور النادي، ولا يقوم بأداء المهام المطلوبة منه بشكل فعال، بل يقتصر عمله على الأمور الروتينية دون أن يكون له تأثير ملموس في حل الأزمات الداخلية للنادي.

وفي هذا السياق، دعا العنزي إلى ضرورة أن يتخذ ماجد الجمعان، رئيس النادي، خطوة جريئة ويكشف عن الاستراتيجية الحالية للنادي بوضوح وشفافية، موضحًا كيف يخطط النادي لمواجهة هذه التحديات الكبيرة، والتوجه نحو معالجة الأزمات التي تهدد استقرار الفريق في الفترة المقبلة.

منذ انضمامه إلى النصر في صيف 2023 قادمًا من مانشستر سيتي، أصبح إيميريك لابورت أحد أبرز الأسماء في دفاع الفريق، فقد خاض المدافع الإسباني 69 مباراة رسمية مع الفريق، أحرز خلالها تسعة أهداف وقدم تمريرة حاسمة واحدة، ورغم هذه الأرقام المميزة، إلا أن لابورت يبدو بعيدًا عن الاستقرار في الفريق السعودي، بسبب التوترات المتواصلة مع المدرب.

وقد أضافت نجاحاته مع منتخب بلاده في كأس أمم أوروبا "يورو 2024" بعد تتويجه باللقب، مزيدًا من التألق للاعب، وجذب انتباه الأندية الأوروبية الكبرى، وعلى رأسها ريال مدريد، الذي ارتبط اسمه كثيرًا باللاعب، في ظل حاجته إلى تدعيم دفاعاته في الفترة المقبلة، ولكن تبقى هناك عقبة تتمثل في الراتب الكبير الذي يتقاضاه لابورت مع النصر، ما قد يعقد إمكانية انتقاله إلى الريال، حيث يفضل الأخير التعاقد معه كصفقة مجانية.

على الصعيد المحلي، يمر نادي النصر بفترة صعبة في دوري روشن السعودي، حيث تراجع الفريق إلى المركز الرابع في جدول الترتيب برصيد 60 نقطة، عقب خسارته في المباراة الأخيرة أمام الاتحاد المتصدر بنتيجة 3-2، وبذلك، يبتعد النصر عن المنافسة على لقب الدوري بشكل كبير، مما يزيد من الضغط على إدارة النادي والجهاز الفني.

ويأمل الفريق في استعادة توازنه خلال الجولات الأربع المتبقية من الموسم، حيث سيواجه في مباراته المقبلة فريق الأخدود على ملعب مدينة الأمير هذلول بن عبد العزيز الرياضية، وستكون هذه المباراة بمثابة فرصة أخيرة للنصر للتقدم في الترتيب ومواصلة السعي للحصول على مركز مؤهل لدوري أبطال آسيا للموسم المقبل.

في ظل الأزمات الإدارية والفنية التي يمر بها النادي، يظل الأمل قائمًا بالنسبة لجماهير النصر في أن تتمكن الإدارة من معالجة هذه المشاكل سريعًا، وأن يتمكن الفريق من العودة إلى سكة الانتصارات في المباريات المقبلة، لكن هذا يتطلب تغييرات جذرية في طريقة إدارة الفريق، وزيادة التنسيق بين الإدارة والجهاز الفني، مع الحرص على تحسين مستوى اللاعبين.