القيادة السعودية
خادم الحرمين وولي العهد السعودي يهنئان البابا ليون الرابع عشر بانتخابه بابا للفاتيكان
كتب بواسطة: حكيم خالد |

بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظهما الله – برقيتي تهنئة إلى البابا ليون الرابع عشر، وذلك بمناسبة انتخابه بابا جديدًا للفاتيكان، خلفًا للبابا الراحل فرنسيس.

وتضمنت البرقيتان أطيب التهاني والتمنيات بالتوفيق والسداد للبابا الجديد في مهامه الروحية والإنسانية، مؤكدتين عمق العلاقات التي تجمع بين المملكة العربية السعودية والكرسي الرسولي، والحرص المشترك على تعزيز قيم الحوار والتسامح بين الأديان والثقافات في العالم.

وتُعد هذه التهاني الملكية تعبيرًا عن التقدير والاحترام الذي توليه المملكة لرموز الأديان، وتجسد مكانتها كمركز للحوار بين الأديان والثقافات، ضمن رؤية المملكة 2030 التي تولي أهمية خاصة لنشر السلام والتعايش في المجتمع الدولي، وتأتي برقيتا التهنئة في وقت حساس تمر فيه الساحة الدولية بتحديات إنسانية ودينية معقدة، مما يضفي أهمية إضافية على الدور الذي يمكن أن يؤديه الفاتيكان في تعزيز روح السلام والحوار، وهو ما تتلاقى حوله الرؤية السعودية والفاتيكانية في كثير من الملفات.

وكان قد أُعلن مؤخرًا عن انتخاب روبرت بريفوست، الذي يحمل لقب ليون الرابع عشر، بابا جديدًا للفاتيكان، ليصبح البابا رقم 267 في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، وأول بابا أمريكي يتولى هذا المنصب الروحي الأعلى في الفاتيكان، ويأتي انتخاب البابا الجديد بعد وفاة البابا فرنسيس في الشهر الماضي، والذي يُعد من الشخصيات المؤثرة في التاريخ الحديث للكنيسة، وقد عُرف بمواقفه الإنسانية ومبادراته للسلام، كما سعى لتجديد بنية الكنيسة وفتحها على العالم المعاصر.

ينتمي البابا ليون الرابع عشر إلى ولاية إلينوي الأمريكية، وقد عرف عنه منذ سنوات طويلة اهتمامه بقضايا الإصلاح الكنسي والانفتاح على مختلف الثقافات، ويحمل البابا خلفية أكاديمية ولاهوتية عميقة، ما يمنحه قاعدة قوية لقيادة الكنيسة الكاثوليكية في ظل عالم تتزايد فيه التحديات الاجتماعية والسياسية والدينية.

وتُعد رسالته الأولى بعد انتخابه محط اهتمام دولي، حيث دعا إلى تعزيز دور الكنيسة في إرساء قيم العدالة والسلام، والعمل على حماية الضعفاء والمهمشين، كما أعرب عن التزامه بالتواصل البناء مع جميع الديانات والمذاهب، وتتمتع المملكة العربية السعودية والفاتيكان بعلاقات تقوم على الاحترام المتبادل والحوار بين الأديان، وقد شهدت السنوات الأخيرة عددًا من الزيارات المتبادلة واللقاءات رفيعة المستوى التي تعزز هذا المسار.

ومن أبرز هذه اللقاءات، زيارة الكاردينال جان لوي توران إلى المملكة في عام 2018، والتي فتحت آفاقًا جديدة للتعاون في مجالات التفاهم الديني والحضاري، إضافة إلى الدور الحيوي الذي تؤديه رابطة العالم الإسلامي في مد جسور التواصل مع الفاتيكان.

في سياق التحديات الإقليمية والعالمية، تمثل تهنئة القيادة السعودية للبابا ليون الرابع عشر دعوة ضمنية لمزيد من التعاون الدولي لتعزيز السلام العالمي، ومكافحة خطاب الكراهية والتطرف، وإيجاد قواسم مشتركة تخدم مستقبل البشرية.

ويُتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة المزيد من المبادرات التي تجمع بين الرياض والفاتيكان في ميادين التعليم والحوار الثقافي والإنساني، خاصة في ظل الاهتمام المشترك بالمحافظة على كرامة الإنسان ونشر مبادئ الرحمة والتسامح.

تشكل برقيتا خادم الحرمين الشريفين وولي العهد لتهنئة البابا ليون الرابع عشر مناسبة لتعزيز العلاقات الودية بين المملكة والفاتيكان، وتؤكد من جديد أن القيادة السعودية تنطلق من رؤية عالمية تؤمن بالتعددية والحوار والاحترام المتبادل، وترى أن التنوع الديني والثقافي عنصر قوة وليس تهديدًا.