اختتمت القوات الجوية الملكية السعودية مشاركتها الناجحة في تمرين "علم الصحراء 2025" الذي أُقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة، بمشاركة عدد من الدول الشقيقة والصديقة، وذلك ضمن سلسلة التمارين المشتركة التي تحرص القوات الجوية على تنفيذها بصورة دورية لتعزيز قدراتها القتالية ورفع مستوى التنسيق والتكامل مع القوات الجوية الأخرى.
وأعلنت وزارة الدفاع السعودية عبر منصتها الرسمية على موقع "إكس" أن المشاركة السعودية في هذا التمرين النوعي جاءت بهدف تعزيز الجاهزية العملياتية، ورفع كفاءة الأطقم الجوية والفنية والمساندة في بيئات قتالية متعددة، تحاكي واقع التهديدات الجوية الحديثة، وأوضحت أن تمرين "علم الصحراء 2025" يُعد أحد التمارين العسكرية الرائدة على مستوى الإقليم، لما يتضمنه من محاكاة دقيقة لبيئات صراع معقدة ومتغيرة، تجمع بين التهديدات الجوية، والبرية، والتكتيكات الدفاعية والهجومية.
وقد نفذت القوات الجوية الملكية السعودية، خلال فترة التمرين، سلسلة من المهام العملياتية المتقدمة التي تنوعت بين عمليات هجومية دقيقة على أهداف معادية تحاكي منشآت استراتيجية محمية، وعمليات دفاع جوي تكتيكي لصد هجمات افتراضية تستهدف المواقع الحيوية، كما شملت المهام الجوية تقديم الإسناد الجوي القريب للقوات السطحية الصديقة في أرض المعركة، والتعامل مع الأهداف المتحركة في ظل بيئة قتالية تحاكي التهديدات الواقعية متعددة الأبعاد.
شاركت القوات الجوية في هذا التمرين بست طائرات من طراز "F-15C"، وهي من الطائرات المقاتلة عالية الأداء، المشهود لها بالكفاءة في المهام القتالية الجوية المتقدمة، وقد تم نشر الطائرات بكامل أطقمها الجوية، والفنية، والمساندة، حيث خضعت جميع العناصر المشاركة لتدريبات مكثفة، ضمنت تنفيذ المهام الموكلة بكفاءة عالية واحترافية، وضمن بيئة عملياتية مشتركة مع القوات الجوية للدول الشريكة.
وتمكنت القوات السعودية من تحقيق نجاحات ملموسة في كافة مراحل التمرين، من خلال دقة تنفيذ العمليات، وسرعة الاستجابة للتهديدات المفترضة، وكفاءة التنسيق مع القوات المشاركة الأخرى، بما يعكس جاهزية القوات الجوية الملكية السعودية، وقدرتها على العمل بمرونة وفعالية ضمن بيئات متعددة الجنسيات، وتحت ظروف عملياتية معقدة.
يُذكر أن تمرين "علم الصحراء" يُعد من التمارين العسكرية الجوية الكبرى التي تُنظمها القوات المسلحة الإماراتية بصورة دورية، ويستضيف عددًا من القوات الجوية الإقليمية والدولية بهدف تعزيز مفاهيم العمل المشترك، وتبادل الخبرات، ومواكبة التكتيكات القتالية الحديثة التي تشهدها ميادين المعارك الجوية في ظل التطور السريع للتقنيات والأسلحة الجوية.
وقد عبّر قادة التمرين عن رضاهم الكبير بمستوى الأداء والاحترافية الذي أظهرته القوات الجوية السعودية، مشيدين بما يتمتع به الطيارون والفنيون السعوديون من كفاءة عالية وانضباط كبير، وقدرة على التكيف السريع مع المتغيرات العملياتية، والتفاعل مع خطط المعركة بصورة دقيقة.
وتأتي هذه المشاركة في إطار توجيهات القيادة العسكرية في المملكة العربية السعودية بتعزيز جاهزية القوات المسلحة بجميع قطاعاتها، ومواكبة التطورات الحديثة في مجال الحروب الجوية، ورفع مستوى التنسيق العملياتي مع الدول الشقيقة والصديقة لمواجهة أي تحديات قد تطرأ في المستقبل، وذلك بما يضمن الدفاع عن أمن المملكة ومصالحها الاستراتيجية.
كما تسعى القوات الجوية، من خلال هذه التمارين، إلى اختبار وتقييم أنظمتها القتالية المختلفة، وتعزيز كفاءة الضباط والجنود في بيئات قتالية افتراضية شديدة التعقيد، بما يرسخ ثقافة التميز والتفوق العملياتي، ويسهم في رفع الجاهزية العامة للقوات.
وفي ختام التمرين، عبرت وزارة الدفاع عن اعتزازها الكبير بالمستوى المشرف الذي أظهرته القوات الجوية الملكية السعودية، مؤكدةً أن مثل هذه التمارين تمثل حجر الزاوية في بناء قوات جوية حديثة قادرة على تنفيذ المهام بكفاءة عالية في مختلف الظروف.