مفاوضات حماس ترامب
مفاوضات حماس-ترامب تسرع إطلاق أسير
كتب بواسطة: محمد بن سالم |

فادت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن مفاوضات مباشرة ومتقدمة تُجرى حالياً مع إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بهدف إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي-الأميركي عيدان ألكسندر، الأسير لدى الحركة منذ عملية 7 أكتوبر 2023. وجاء الإعلان بعد نحو 18 شهراً من القتال المتواصل في غزة، وسط تصريحات رسمية وتصريحات تفاعل واسع. وأوضحت حماس في بيان رسمي أن الإفراج عن ألكسندر يأتي “في إطار الجهود التي يبذلها الإخوة الوسطاء” لوقف إطلاق النار وفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

 

وقالت حماس إن قرارها يشكل “خطوة مهمة” نحو تهدئة الأوضاع، مؤكدة استعدادها لبدء مفاوضات فورية ومكثفة من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي يشمل وقف القتال، وتبادل الأسرى، وإدارة القطاع عبر لجنة مستقلة تضمن هدوءاً واستقراراً طويل المدى. وأضافت الحركة أنها عبّرت عن “إيجابية عالية” لإنجاز هدنة مؤقتة قابلة للتمديد، مع التركيز على تسريع جهود الإعمار ورفع الحصار عن المدنيين. كما أشادت حماس بالدور الوسيط الذي لعبته دولة قطر وجمهورية مصر العربية وتركيا، معتبرةً هذه المحادثات تتويجاً لجهودهم الدؤوبة.

 

وفي المقابل، أكدت إسرائيل أنها لم توقع أي اتفاق لوقف إطلاق النار أو تبادل للأسرى مع حماس، وأنها سمحت فقط بإقامة ممر آمن لإخراج ألكسندر. وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الحكومة الإسرائيلية ستواصل عملياتها العسكرية كما مخطط لها، وأن المفاوضات ستجري “تحت نيران” جيش الاحتلال. وشدد نتنياهو على أن إفراج حماس عن أسير أميركي إسرائيلي جاء نتيجة ضغط عسكري مستمر، متمنياً عدم التخلي عن أهداف الحملة الأمنية بغزة. وردّت دوائر عسكرية بأن إسرائيل ملتزمة بتأمين طريق آمن لإخراج الأسير، لكنها ماضية في المعركة ضد ما وصفته بـ “الإرهاب”، رافضة ربط الإفراج بأي هدنة شاملة.

 

أما في واشنطن، فقد رحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بالإعلان، إذ نشر على حسابه في منصات التواصل الاجتماعي أنه “مسرور” بإعلان قرب عودة عيدان ألكسندر إلى عائلته. ووصف ترامب خطوة حماس بأنها “بادرة حسن نية” تجاه الولايات المتحدة، وأعرب عن شكره للوسطاء الدوليين وعلى رأسهم قطر ومصر الذين سهّلوا هذه المفاوضات. ومن جانبه، قال آدم بولر، مبعوث أميركي لشؤون الرهائن، إن قرار حماس يمثل “تقدماً إيجابياً” وطلب منها بالمقابل تسليم رفات أربعة أميركيين آخرين قضوا في غزة. وأكد مسؤولون أميركيون أن جهود الدبلوماسية الأميركية، بما فيها التخطيط لزيارة ترامب المرتقبة إلى الشرق الأوسط، ساهمت في الدفع بهذه الصفقة الإنسانية قدماً.

 

وفي سياق متصل، رحبت كل من مصر وقطر بإعلان حماس، معتبرتين إياه “بشارة خير” لعودة الأطراف إلى طاولة المفاوضات. وأكدتا اعتزامهما مواصلة التنسيق مع الولايات المتحدة لتأمين تهدئة شاملة، مشدّدتين على أهمية استثمار هذه الخطوة في تأمين سلامة المدنيين وتخفيف المعاناة في غزة. في حين يأمل أهالي الأسرى الإسرائيليين في أن يمهّد الإفراج عن ألكسندر طريقاً لإطلاق سراح بقية الرهائن، دافعين المسؤولين الإسرائيليين عن المضي قدماً في التفاوض. ودعت عائلة الأسير الأميركي-الإسرائيلي، التي تقيم في نيوجيرسي، الحكومة الإسرائيلية إلى “عدم التراجع” عن المفاوضات، مؤمنةً بأن إخراج ألكسندر يجب أن يكون خطوة أولى نحو إطلاق سراح الآخرين.

 

وسط هذه التطورات، يترقب المراقبون ما سيترتب على هذه المحادثات من نتائج على أرض الواقع، وتحديداً ما إذا كان حرية ألكسندر ستمهد لإعلان هدنة أكبر أو تبادل أسرى أوسع. ويعكف فريق الوساطة الدبلوماسية حالياً على التنسيق بين كافة الأطراف لتمكين تنفيذ الاتفاق المرتقب، على أن تحافظ القيادة الإسرائيلية على التزامها بتوفير ممر آمن، بينما تستمر حماس في دفع أجندتها لتحقيق أهدافها السياسية والإنسانية.