أطلقت الهيئة السعودية للتخصصات الصحية برنامجًا تدريبيًا نوعيًا تحت مسمى "أساسيات التطوع الصحي في الحج"، في خطوة تهدف إلى رفع كفاءة المتطوعين الصحيين المشاركين في خدمة ضيوف الرحمن خلال موسم حج 1446هـ.
ويأتي البرنامج بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر السعودي ومركز التطوع الصحي، ليعزز من تكامل الجهود الوطنية في تقديم خدمات صحية تطوعية عالية الجودة، تسهم في حماية وسلامة الحجاج.
ويُعد البرنامج أحد المبادرات التدريبية المتميزة التي تنفذها الهيئة ضمن استراتيجيتها لتطوير الكوادر الصحية على مستوى المملكة، لا سيما في مواسم الذروة التي تتطلب جاهزية عالية في مختلف القطاعات الصحية، ويركز البرنامج على إعداد المتطوعين بشكل احترافي، وتزويدهم بالمهارات والمعارف الأساسية التي تمكنهم من أداء دورهم الإنساني والمهني بكفاءة وفاعلية في المشاعر المقدسة.
ويتضمن محتوى البرنامج مجموعة من المحاور النظرية والتطبيقية، التي تغطي جوانب متعددة من مهام التطوع الصحي، ويبدأ البرنامج بالتعريف بمفهوم التطوع الصحي، ودور المتطوع في تعزيز منظومة الخدمات المقدمة خلال موسم الحج، إلى جانب توضيح المهارات الأساسية التي يجب أن يتحلى بها المتطوع، مثل التعامل مع المصابين، وإدارة الحالات الطارئة، وتقديم الدعم الأولي اللازم في حالات الإنهاك الحراري أو الإصابات الطفيفة.
كما يتطرق البرنامج إلى المبادئ الأخلاقية التي يجب أن يلتزم بها المتطوع الصحي خلال تأدية مهامه، بما في ذلك السرية والاحترام والالتزام بالأنظمة والتعليمات، فضلاً عن تعزيز الوعي بمسؤوليات المتطوع في البيئات المزدحمة وحساسة الطابع كالمشاعر المقدسة، ويشمل البرنامج أيضًا تدريبًا عمليًا مبسطًا على مهارات الإسعافات الأولية، والتعامل مع الحالات الشائعة التي قد تحدث أثناء موسم الحج.
وقد خصصت الهيئة ثلاث ساعات تدريبية معتمدة ضمن ساعات أنشطة التطوير المهني المستمر (CPD)، يحصل عليها المشاركون بعد إتمام البرنامج بنجاح، وهو ما يعزز من جاذبية البرنامج لدى العاملين في المجال الصحي من مختلف التخصصات، ويُتيح البرنامج فرصة التطوع المنظم والمستدام، في إطار دعم جهود وزارة الصحة والجهات ذات العلاقة في تعزيز ثقافة العمل التطوعي الصحي في المملكة.
ويأتي إطلاق هذا البرنامج انسجامًا مع أهداف رؤية السعودية 2030، التي تؤكد على أهمية تعزيز ثقافة التطوع في المجتمع، ورفع عدد المتطوعين إلى مليون متطوع بحلول عام 2030، كما يواكب البرنامج متطلبات الميدان الصحي خلال موسم الحج، الذي يُعد من أكبر التجمعات البشرية السنوية على مستوى العالم، مما يستلزم وجود كوادر صحية مدربة ومؤهلة بشكل فعّال للتعامل مع الظروف الاستثنائية.
وتعكس هذه الخطوة التزام الهيئة السعودية للتخصصات الصحية بدورها المحوري في تنمية وتطوير القوى العاملة الصحية، وحرصها على دعم الجهود الوطنية الرامية إلى تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، من خلال تعزيز مفاهيم الكفاءة، والاستعداد، والمسؤولية المجتمعية لدى الكوادر الصحية المشاركة في موسم الحج.