أشاد كبير مستشاري البيت الأبيض للذكاء الاصطناعي والعملات الرقمية ديفيد ساكس بجهود المملكة العربية السعودية في بناء منظومة تقنية متقدمة تعكس رؤية طموحة لمستقبل الذكاء الاصطناعي والابتكار على مستوى العالم، مؤكدًا أن الشراكة مع المملكة تُعد خطوة استراتيجية تمكّن الولايات المتحدة من الإسهام المشترك في رسم ملامح العصر الرقمي الذكي.
جاء ذلك خلال مشاركته في جلسة حوارية ضمن فعاليات منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي في العاصمة الرياض، والتي جمعته بوزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله بن عامر السواحه، وذلك بالتزامن مع زيارة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد جي ترمب إلى المملكة، في تأكيد واضح على متانة العلاقة الثنائية وأهميتها المتزايدة في المجالات التقنية والاقتصادية.
وأعرب ساكس عن انبهاره بالتقدم السريع الذي تشهده المملكة في قطاع التقنية وريادة الأعمال، مشيرًا إلى أن ما لمسه خلال زيارته لحاضنة "Garage" يعكس مستوى متقدمًا من الابتكار لدى الشباب السعودي، حيث التقى بعدد من المؤسسين الذين يعملون على تطوير تطبيقات متقدمة في مجالات الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والحوسبة الحيوية.
وأضاف أن ما رآه من مشاريع وأفكار تقنية واعدة، يؤكد أن المملكة لم تعد فقط مستهلكة للتكنولوجيا، بل باتت مساهمًا فاعلًا في تطويرها عالميًا، وأوضح المستشار الأمريكي أن المملكة أصبحت لاعبًا دوليًا مؤثرًا في قطاع الذكاء الاصطناعي من خلال استثمارات ضخمة في البنية التحتية الرقمية، واعتمادها لتقنيات متقدمة في مجالات حيوية مثل الرعاية الصحية.
حيث أبدى اهتمامه الخاص بمبادرات الذكاء الاصطناعي في قطاع الجينوم والعلاج الجيني، وخاصة في علاج أمراض مزمنة مثل فقر الدم المنجلي، معتبرًا أن هذه الخطوات تعكس فهمًا عميقًا لتوظيف التقنية في خدمة الإنسان والتنمية المستدامة.
من جانبه أكد الوزير عبدالله السواحه أن المملكة تسير بثبات نحو التحول من اقتصاد يعتمد على الموارد التقليدية إلى اقتصاد رقمي يقوم على الابتكار والمعرفة، مشددًا على أن الذكاء الاصطناعي يمثل حجر الأساس في هذا التحول، كما أنه شريك رئيس في العلاقة الإستراتيجية بين المملكة والولايات المتحدة.
وأوضح أن المملكة استثمرت في بناء القدرات الرقمية من خلال شراكات قوية مع شركات تقنية أمريكية عملاقة مثل غوغل وأبل وأمازون، وهو ما أدى إلى رفع عدد الكفاءات الرقمية الوطنية إلى أكثر من 381 ألف شاب وفتاة، في دلالة واضحة على التزام المملكة بتمكين رأس المال البشري، خصوصًا المرأة، في مجالات التقنية الحديثة.
وأضاف السواحه أن المملكة لا تكتفي باستهلاك تقنيات الذكاء الاصطناعي، بل تسعى إلى تطويرها والمشاركة الفاعلة في وضع أطرها الأخلاقية والتنظيمية على المستوى العالمي، بهدف ضمان استخدامها بشكل مسؤول وعادل وآمن يخدم البشرية جمعاء.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الشراكة السعودية الأمريكية في مجال الذكاء الاصطناعي تشكل نموذجًا عالميًا للتعاون البنّاء، وتسهم في ترسيخ مكانة المملكة كمركز عالمي للابتكار، في إطار مستهدفات رؤية السعودية 2030 الرامية إلى بناء اقتصاد رقمي متقدم ومجتمع معرفي رائد.