في ضربة جديدة ضمن الجهود الأمنية المتواصلة لمحاربة آفة المخدرات، تمكنت دوريات الأفواج الأمنية بمنطقة جازان من إحباط عملية تهريب (68) كيلوغرامًا من نبات القات المخدر، وذلك بمحافظة العارضة الواقعة شرق منطقة جازان، حيث تم رصد ومتابعة المهربين بدقة حتى تم ضبط المواد المخدرة، وتسليمها للجهات المختصة وفقًا للإجراءات النظامية المتبعة.
وتمثل هذه العملية إحدى النجاحات المتتالية التي تحققها الأجهزة الأمنية في المملكة، ضمن منظومة متكاملة من الإجراءات والتدابير الوقائية والتكتيكات الميدانية الرامية إلى ردع المهربين، وتجفيف منابع التهريب عبر الحدود الجبلية والطرق الوعرة التي يحاول المهربون استغلالها.
وأكدت الجهات الأمنية أن عملية الضبط جاءت إثر رصد دقيق لتحركات مشبوهة ضمن نطاق إحدى القرى الجبلية بمحافظة العارضة، القريبة من الشريط الحدودي مع اليمن، حيث تم التعامل الفوري مع البلاغات الواردة وتحريك الفرق الأمنية إلى الموقع، ليتم العثور على كمية كبيرة من نبات القات المخدر مخبأة في طريقة توحي بتخطيط مسبق من المهربين.
وقد تمت مصادرة الكمية وتسليمها إلى الجهات المختصة لاستكمال الإجراءات النظامية المتبعة، والتأكد من هوية الأطراف المتورطة في العملية، والعمل على رصد امتدادات الشبكة الإجرامية، إن وجدت.
وتأتي هذه العملية في إطار الجهود المكثفة التي تبذلها الأفواج الأمنية – وهي أحد تشكيلات وزارة الداخلية المتخصصة في المناطق الجبلية – في ضبط محاولات التهريب والتسلل التي تستهدف الأمن الوطني، خاصة في المناطق ذات التضاريس الصعبة مثل جازان وعسير ونجران.
وقد حققت الأفواج الأمنية في السنوات الأخيرة إنجازات نوعية تمثلت في ضبط مئات المحاولات لتهريب المخدرات، وتوقيف العشرات من المهربين والمتعاونين معهم، من مواطنين أو وافدين.
من جانبها، وجهت الجهات الأمنية نداءً عاجلًا إلى المواطنين والمقيمين بضرورة التعاون مع الجهات المختصة والإبلاغ عن أي معلومات تتعلق بمحاولات تهريب أو ترويج المواد المخدرة، مؤكدين أن المسؤولية المجتمعية والتعاون بين الأفراد والأمن هو السبيل الأول لنجاح الحملات الأمنية.
ويُعد نبات القات من المواد المخدرة المحظورة في المملكة بموجب نظام مكافحة المخدرات، حيث يحتوي على مواد منبهة ومؤثرة على الجهاز العصبي المركزي، وتؤدي إلى الإدمان وتدهور الصحة الجسدية والنفسية، فضلًا عن ارتباط تداوله بأنشطة غير قانونية تشمل التهريب، والترويج، وغسل الأموال.
وتحرص الجهات الأمنية والصحية في المملكة على رفع الوعي بخطورة القات، من خلال حملات تثقيفية في المدارس، والجامعات، والمجتمع، تزامنًا مع حملات ضبط وتفكيك شبكات التهريب والترويج، وقد شددت وزارة الداخلية على أهمية تعزيز مفهوم "أمننا مسؤوليتنا جميعًا"، داعية جميع أفراد المجتمع إلى مضاعفة الحذر، والتعاون الإيجابي مع الجهات الأمنية، والإبلاغ الفوري عن أي سلوكيات مشبوهة، سواء عبر الأحياء أو الطرقات أو وسائل التواصل الرقمي.
وأكدت أن دعم المواطنين والمقيمين لهذه الجهود يسرّع من القضاء على شبكات الجريمة المنظمة، ويحصّن المجتمع من التأثيرات المدمّرة للمخدرات على الأسر والشباب والتنمية الوطنية.