في خطوة متقدمة نحو تعزيز القدرات الإعلامية الوطنية، اختتمت هيئة الصحفيين السعوديين برنامجها الطموح "الصحافة الرقمية والإعلام الجديد" بورشة عمل متميزة حول صناعة المحتوى الرقمي، والتي جاءت ثمرة للتعاون الاستراتيجي مع جامعة حفر الباطن في مجال التأهيل الإعلامي. تمثل هذه المبادرة النوعية الحلقة الأخيرة في سلسلة من التدريبات المتخصصة التي استهدفت صقل مهارات الإعلاميين، واستشراف مستقبل الصناعة الإعلامية في المملكة، وتعزيز قدرتها على مواكبة المتغيرات المتسارعة في عالم الإعلام الرقمي، خاصة في ظل التحول الرقمي الشامل الذي تشهده المملكة ضمن مستهدفات رؤية 2030.
وأشرف على تقديم الورشة الختامية خبير الإعلام الرقمي الأستاذ مشعل الوعيل، عضو هيئة التدريس بقسم الإعلام في جامعة الملك سعود والمشرف العام على منصة "الرياض اليوم"، حيث قدم رؤية شاملة لصناعة المحتوى الرقمي من منظور احترافي يجمع بين الخبرة الأكاديمية والممارسة المهنية. تناولت الورشة مجموعة من المحاور الأساسية التي تشكل أركان صناعة المحتوى الرقمي المؤثر، ومن أبرزها الفروق الجوهرية بين دور المحرر الصحفي التقليدي وصانع المحتوى الرقمي، والمهارات المطلوبة للكتابة الإعلامية الرقمية، والعناصر الأساسية للمحتوى الفعّال الذي يحقق الانتشار والتأثير، بالإضافة إلى أدوات قياس الأثر وآليات تحديث المحتوى لمواكبة التغيرات المستمرة في خوارزميات المنصات الرقمية وتوجهات الجمهور.
وخلال الورشة، ركّز الوعيل على ضرورة التفهم العميق لطبيعة الجمهور المستهدف وخصائص المنصة التي سيُنشر عليها المحتوى، مؤكداً أن نجاح أي رسالة إعلامية يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمدى ملاءمتها للوسيط الناقل والمتلقي المستهدف. كما شدد على أهمية الدقة في تحديد الرسالة الإعلامية وأهدافها، سواء كانت بصيغة مرئية أو نصية أو صوتية، مشيراً إلى أن المحتوى الناجح اليوم هو الذي يوظف مزيجاً متكاملاً من الوسائط المتعددة من نصوص وصور وفيديوهات وعناصر تفاعلية، لضمان وصوله بشكل أكثر فاعلية وإقناعاً للجمهور، خاصة في ظل المنافسة الشديدة على اهتمام المتلقي في البيئة الرقمية.
حيث يذكر أن برنامج "الصحافة الرقمية والإعلام الجديد" الذي أشرف على تنظيمه فرع هيئة الصحفيين السعوديين في حفر الباطن بالشراكة الاستراتيجية مع جامعة المدينة، قد تضمن إحدى عشرة حقيبة تدريبية متخصصة، غطت مختلف جوانب العمل الإعلامي الرقمي، من تحرير وإنتاج وتسويق وتحليل. وتأتي هذه المبادرة التدريبية المتكاملة في إطار الجهود المتواصلة للهيئة لبناء قدرات الكوادر الإعلامية الوطنية وتأهيلها للتعامل بكفاءة واحترافية مع المشهد الإعلامي المتغير، وبما يسهم في تعزيز مكانة الإعلام السعودي ودوره الريادي على المستويين الإقليمي والدولي، ويدعم الخطط التنموية الطموحة للمملكة في مختلف المجالات.