استقبل معالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله بن عامر السواحه، في العاصمة الرياض، كبير مستشاري البيت الأبيض للذكاء الاصطناعي والعملات الرقمية ديفيد ساكس، في لقاء يُجسّد تطور العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، ويعكس حرص البلدين على تعزيز شراكتهما الإستراتيجية في مجالات التقنية الحديثة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، والتحول الرقمي، والعملات الرقمية.
وخلال اللقاء ناقش الجانبان آفاق التعاون التقني والابتكاري، وسبل تمكين منظومات التقنية في كلا البلدين بما يدعم استراتيجياتهما الوطنية في مجالات الابتكار الرقمي، كما تم تسليط الضوء على أهمية تبادل الخبرات في تطوير بنية تحتية رقمية قادرة على مواكبة متغيرات المستقبل، وتوظيف التقنيات الحديثة في بناء اقتصادات مرنة ومجتمعات معرفية وخلق فرص نوعية تركز على تمكين الإنسان عبر التكنولوجيا.
عقب الاجتماع الرسمي رافق معالي الوزير السواحه الضيف الأمريكي في جولة شملت عددًا من المراكز والمواقع الابتكارية المتقدمة، بدأها بمعمل التقنيات العميقة في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية (كاكست)، أحد أبرز روافد البحث والتطوير في المملكة، ثم انتقلا إلى "الكراج"؛ أحد مراكز الابتكار المتقدمة، الذي يحتضن مجموعة من المشاريع الريادية التقنية، حيث التقى ساكس برواد ورائدات أعمال سعوديين، واطلع على نماذج من مشروعات تقنية ناشئة تحظى بدعم منظومة الابتكار السعودية، وبشراكات مع شركات أمريكية رائدة.
وشهدت الجولة أيضًا استعراض أعمال عدد من رائدات أكاديمية طويق في مجالات البرمجة والذكاء الاصطناعي، حيث تم عرض مشاريع متقدمة تعكس النمو المتسارع في تمكين الكوادر الوطنية النسائية في المجالات التقنية ذات الأولوية.
كما التقى الوفد بأول رائدة فضاء عربية مسلمة ريانة برناوي ورواد الفضاء السعوديين، ضمن دلالة واضحة على عمق الشراكة العلمية المتنامية بين المملكة ووكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، من خلال اتفاقيات التعاون في مجالات الاستكشاف الفضائي والتجارب العلمية المستقبلية.
كما اطلع الوفد الأمريكي على عدد من نماذج التعاون في مجالات الصحة الرقمية والاستدامة البيئية، وكان من أبرز ما عُرض خلال الزيارة، مستشفى صحة الافتراضي الذي يُعدّ من أكبر المستشفيات الرقمية في العالم، ويوفّر فرصًا مستقبلية للتعاون مع مؤسسات صحية أمريكية لتطوير حلول تشخيصية عن بُعد مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
كما تم استعراض مشاريع سعودية في مجال الذكاء الاصطناعي البيئي، وتحليل البيانات المناخية، بالشراكة مع جهات بحثية أمريكية، وتجسّد هذه الزيارة التوجه المشترك بين الرياض وواشنطن نحو بناء اقتصاد عالمي رقمي وابتكاري، قائم على تبادل المعرفة، وتطوير الكفاءات البشرية، وتحقيق قفزات تقنية نوعية في القطاعات المستقبلية.
كما تعكس الالتزام المتبادل من الطرفين بتعزيز مكانتهما في مشهد الابتكار العالمي، وقيادة الجهود الدولية لصياغة مستقبل رقمي يحقق أثرًا إنسانيًا واسعًا، انسجامًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تضع التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في صميم استراتيجيتها التنموية.