في إطار تعزيز الوعي العام بإجراءات السلامة والوقاية من المخاطر، شددت المديرية العامة للدفاع المدني على أهمية اتباع الخطوات السليمة للإخلاء في حال اندلاع أي حريق أو طارئ مشابه، سواء في المساكن أو المنشآت العامة والخاصة، وأوضحت أن الالتزام بالتعليمات الوقائية يسهم بشكل مباشر في حماية الأرواح وتقليل الخسائر، مؤكدة أن ذلك لا يتطلب سوى الاستعداد المسبق، والانتباه لتفاصيل مهمة يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في لحظة الخطر.
أشارت المديرية إلى أن أولى خطوات الإخلاء تبدأ بتحديد الممرات والمخارج الآمنة مسبقًا، مع التأكيد على إبقائها سالكة وخالية من العوائق في جميع الأوقات، وتُعد هذه الخطوة أساسية لضمان سرعة وسهولة الخروج عند حدوث طارئ، كما دعت إلى تثبيت لوحات إرشادية واضحة تبيّن مسارات الهروب ومخارج الطوارئ.
وأضافت المديرية أن استخدام السلالم يُعد الخيار الأمثل أثناء عمليات الإخلاء، مع ضرورة الامتناع الكامل عن استخدام المصاعد الكهربائية، التي قد تتوقف عن العمل نتيجة انقطاع التيار الكهربائي أو تعطل الأنظمة في لحظة الخطر، مما يعرض المستخدمين لخطر الاحتجاز أو الاختناق.
كما شددت على ضرورة التوجه إلى نقطة التجمع المحددة خارج المبنى، وهي عادةً ما تكون مساحة آمنة ومفتوحة، تم تحديدها مسبقًا ضمن خطط الإخلاء الخاصة بكل منشأة، ومن المهم التأكد من وصول جميع الأفراد إلى هذه النقطة، واحتسابهم بالكامل، دون الرجوع إلى موقع الحادث تحت أي ظرف كان، حتى تصدر الجهة المختصة إشارة الأمان بالعودة.
وفي هذا السياق، وجّه الدفاع المدني نداءً واضحًا إلى أصحاب المنشآت التجارية والصناعية والتعليمية وغيرها، بضرورة مراجعة الجاهزية التامة لأنظمة الإنذار والإطفاء، سواء كانت أنظمة آلية مثل رشاشات المياه، أو أجهزة يدوية كطفايات الحريق، كما بيّنت المديرية أن إجراءات الوقاية الفعالة لا تقتصر فقط على توافر المعدات، بل تشمل كذلك صيانتها الدورية والتأكد من صلاحيتها للتشغيل الفوري عند الحاجة.
كما حثّت على أهمية توعية العاملين في المواقع المختلفة بطرق التصرف السليم في حال وقوع حريق، وتدريبهم بشكل دوري على كيفية استخدام وسائل الإطفاء الأولية، والتصرف الهادئ والمنظم خلال عمليات الإخلاء، بما في ذلك معرفة أقصر الطرق إلى المخارج، وعدم التدافع أو إثارة الذعر، مما يسهم في نجاح عملية الإخلاء بشكل آمن ومنظم.
وأكدت المديرية العامة للدفاع المدني أن العمل التوعوي لا ينفصل عن الإجراءات الميدانية، حيث تستمر في بث الرسائل التوعوية عبر مختلف وسائل الإعلام، ومنصات التواصل الاجتماعي، بهدف إيصال إرشادات السلامة لأوسع شريحة من أفراد المجتمع، وتتنوع هذه الإرشادات لتشمل التعليمات الخاصة باستخدام الأجهزة الكهربائية، وتخزين المواد القابلة للاشتعال، وتعليمات السلامة في المدارس، والمنازل، والمنشآت العامة.
كما دعت المديرية الجميع إلى متابعة القنوات الرسمية للدفاع المدني، والالتزام بالتعليمات التي تصدر منها، وعدم الانسياق وراء الشائعات أو المعلومات غير الموثوقة، خاصة خلال الحوادث أو الأزمات، حيث يلعب الالتزام بالمعلومة الصحيحة دورًا حاسمًا في تعزيز الجاهزية المجتمعية والاستجابة الفعالة.
وقد أكدت المديرية أن تحقيق السلامة مسؤولية مشتركة، تستدعي تضافر الجهود بين الجهات الرسمية، وأصحاب المنشآت، والأفراد، مشيرة إلى أن الاستعداد المسبق والتفاعل الإيجابي مع تعليمات الجهات المعنية يُعدان من أبرز عوامل تقليل الخسائر، والحفاظ على الأرواح والممتلكات، كما أكدت أن الدفاع المدني على استعداد دائم لتقديم الإرشادات والدعم اللازم للجهات المختلفة، ومتابعة مدى التزام المنشآت بتطبيق معايير السلامة المعتمدة.