أكد المتحدث الرسمي للهيئة السعودية للمياه، سلطان الراجحي، أن الهيئة أتمت بنجاح تنفيذ 13 مشروعًا مائيًا حيويًا في المشاعر المقدسة، وذلك قبل الموعد المحدد، استعدادًا لموسم حج هذا العام 1446هـ.
وأوضح الراجحي، خلال مداخلة تلفزيونية عبر قناة «الإخبارية»، أن هذه المشاريع تأتي ضمن خطة الهيئة لضمان استمرارية وكفاءة إمدادات المياه خلال موسم الحج، بما يواكب الاحتياجات المتزايدة والطلب العالي في أوقات الذروة، مؤكدًا أن الجهود تتركز على رفع كفاءة البنية التحتية وتعزيز الاعتمادية التشغيلية للخدمات الحيوية في مكة والمشاعر.
وتابع المتحدث أن قائمة المشروعات المنفذة تضمنت توسعة شبكات المياه في مناطق متعددة داخل المشاعر، إلى جانب تأهيل عدد من الخزانات الاستراتيجية ورفع كفاءتها الفنية لتكون أكثر قدرة على استيعاب الطلب المائي المتزايد خلال أيام الحج، مضيفًا أن الأعمال شملت أيضًا تحسين البنية التشغيلية لمحطات الضخ والتحكم.
وشدد على أن جميع المشاريع تم إنجازها وفق أعلى المعايير الفنية والبيئية، وجرى تنفيذها بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، وبتكامل تام مع خطط وزارة الحج والعمرة، والجهات الأمنية والخدمية لضمان مواءمتها مع متطلبات الحشود والتنقلات الميدانية داخل المشاعر.
وأشار الراجحي إلى أن موسم الحج يُعد من أكثر الفترات تحديًا من الناحية التشغيلية، نظرًا للأعداد الكبيرة من الحجاج، والضغط على الموارد والخدمات، مما يستلزم تجهيزًا دقيقًا للبنية التحتية، وعلى رأسها قطاع المياه الذي يُعد عنصرًا محوريًا في الأمن الخدمي والصحي.
ولفت إلى أن الهيئة السعودية للمياه وضعت خطة عمل تشغيلية متكاملة تغطي جميع مراحل الموسم، بدءًا من الإمدادات الوقائية وتخزين المياه الاستراتيجي، ووصولًا إلى توزيع المياه بشكل مرن ومستدام في أوقات الذروة، مؤكدًا أن الخطط تهدف لتوفير مياه الشرب وخدمة التبريد وفق معايير السلامة والكفاءة.
وفي سياق متصل، أشار المتحدث إلى أن هذه المشاريع ستُسهم بشكل مباشر في تعزيز الأمن الإمدادي المائي للمشاعر المقدسة، وضمان تدفق المياه دون انقطاع، لا سيما في ذروة الأداء المناسكي وأيام التروية والوقوف بعرفة، وأوضح أن تعزيز الاعتمادية التشغيلية، والتحكم الذكي في الموارد، سيمكن الهيئة من مواجهة التحديات التي قد تطرأ بفعل الازدحام أو الأحوال المناخية أو ارتفاع الطلب اللحظي.
وأكد الراجحي أن هذه المشاريع تأتي ضمن رؤية الهيئة المنبثقة من مستهدفات رؤية السعودية 2030، الرامية إلى تطوير البنية التحتية الوطنية وتحسين جودة الخدمات المقدمة للضيوف، مضيفًا أن قطاع المياه يشهد تحولًا نوعيًا على صعيدي التقنية والكفاءة التشغيلية.
وأوضح أن الهيئة تعمل على تطبيق أنظمة ذكية لمراقبة الشبكات، والتحكم عن بُعد في تدفقات المياه، إلى جانب استخدام برمجيات تنبؤية لرصد أي خلل أو تسربات قبل أن تتحول إلى أزمات، مما يرفع الجاهزية ويقلل من زمن الاستجابة.
وشدد الراجحي على أن الهيئة لا تغفل الجانب البيئي، حيث جرى تطبيق معايير الاستدامة في تنفيذ المشاريع، بما يشمل تقنيات إعادة استخدام المياه الرمادية، وتحسين كفاءة الطاقة، وتقليل الانبعاثات الناتجة عن عمليات التشغيل، وذلك تماشيًا مع أهداف المملكة في خفض البصمة الكربونية وحماية الموارد الطبيعية.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن جميع المشاريع تم تنفيذها بسواعد وطنية مؤهلة، حيث عملت فرق فنية وهندسية على مدار الساعة للإيفاء بالجداول الزمنية المحددة مسبقًا، مبينًا أن الهيئة تُولي اهتمامًا كبيرًا بتطوير الكفاءات الوطنية، وتمكينهم من إدارة المشاريع الحيوية ضمن بيئة احترافية تتبنى الابتكار والمعرفة.
واختتم الراجحي تصريحاته بالإشارة إلى أن ما تحقق من إنجازات هو ثمرة تنسيق مشترك بين الجهات الحكومية، وإشراف مباشر من وزارة البيئة والمياه والزراعة، ومتابعة دقيقة من قيادة الدولة لضمان تقديم خدمات متميزة لحجاج بيت الله الحرام، بما يعكس حرص المملكة على الارتقاء بجودة خدمات الحج والعمرة.