ترامب يزور الرياض للقمة الخليجية
ترامب يطلق فصلاً جديداً في العلاقات الأمريكية الخليجية من بوابة الرياض
كتب بواسطة: مختار العسلي |

دشن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم أولى زياراته الخارجية منذ عودته إلى البيت الأبيض بدورته الثانية، حيث حط رحاله في العاصمة السعودية الرياض للمشاركة في القمة الخليجية-الأمريكية الخامسة التي وصفها بأنها "تاريخية" بكل المقاييس. وتأتي هذه الزيارة التي عبر عنها البيت الأبيض باعتبارها "عودة تاريخية إلى الشرق الأوسط" ضمن إطار استراتيجي يهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية مع المملكة العربية السعودية خاصة ودول مجلس التعاون الخليجي عامة، مع التركيز على تطوير آفاق التعاون الأمني والاقتصادي المشترك بين الجانبين في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة.

وتزامنت بداية الزيارة مع تطور إنساني لافت تمثل في إعلان حركة حماس تسليم مواطن أمريكي إسرائيلي كان محتجزاً في قطاع غزة إلى الصليب الأحمر الدولي، مما يعكس عمق التعقيدات الإقليمية التي تحيط بجدول أعمال القمة وتأثيرها المحتمل على مجريات الأحداث في المنطقة. وتستضيف الرياض هذا الحدث الاستثنائي بدعوة رسمية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بحضور قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست في تجمع يبرز أهمية الشراكة الاستراتيجية بين واشنطن وحلفائها التقليديين في المنطقة.

ومن المرتقب أن تشهد القمة باقة من الاتفاقيات الاستراتيجية والاقتصادية ذات الأبعاد المستقبلية، تشمل قطاعات حيوية مثل الدفاع والنقل والطاقة والذكاء الاصطناعي، مما يعزز الشراكة طويلة الأمد بين الجانبين. كما أشارت مصادر دبلوماسية إلى احتمالية إعلان الرئيس الأمريكي رسمياً اعتراف بلاده بدولة فلسطينية، إضافة إلى توقيع معاهدات أمنية وعقود تسليح متطورة وتفاهمات للتعاون في مجال التكنولوجيا المتقدمة والتطبيقات النووية السلمية مع بعض دول المنطقة، مما يشكل تحولاً جوهرياً في السياسة الأمريكية تجاه قضايا الشرق الأوسط.

ويجمع المحللون الاستراتيجيون على أن الزيارة الرئاسية الأمريكية تحمل طابعاً اقتصادياً بالدرجة الأولى، حيث تتطلع إدارة ترامب إلى ترسيخ شراكات استثمارية ضخمة قد تصل قيمتها إلى مئات المليارات من الدولارات مع السعودية والإمارات والدول الخليجية الأخرى، بما يسهم في تعزيز الاقتصاد الأمريكي وفق رؤية الرئيس الأمريكي المعروفة بتوجهاتها التجارية. ووصف خبراء اقتصاديون هذه الجولة بأنها "تجارية أكثر منها دبلوماسية"، مع احتمالية إبرام صفقات سلاح نوعية واتفاقيات استثمارية مشتركة تعيد تشكيل طبيعة العلاقات الاقتصادية بين الطرفين.

وفي خضم هذه التحركات الدبلوماسية النشطة، تترقب الأوساط الإعلامية العالمية والإقليمية مواقف ترامب المرتقبة تجاه القضية الفلسطينية، خصوصاً في ظل التقارير المتداولة حول احتمالية إعلان موقف أمريكي جديد خلال هذه القمة التاريخية، متزامناً مع تصاعد الدعوات الدولية لوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة. ويبقى السؤال الأبرز لدى المراقبين حول كيفية موازنة الرئيس الأمريكي بين تطلعاته الاقتصادية الكبرى والتحديات الأمنية المعقدة التي تشهدها المنطقة، في معادلة دقيقة قد تحدد ملامح السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط خلال السنوات القادمة.